ملخصات الأبحاث
الذاكرة المناعية بعد لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال ضد «كوفيد-19»
- Nature (2023)
- doi:10.1038/s41586-022-05609-w
- English article
- Published online:
في عام 1909، وثَّق العلماء للمرة الأولى حلقة من الاستجابات المناعية، تتسبب فيها الأجسام المضادة الناتجة في تثبيط المناعة الخلطية. وقد أثبتت دراسات لاحقة أنَّه باختلاف الموقف، يمكن للأجسام المضادة، أن تعزز الاستجابات المناعية أو تثبطها.
رغم ذلك، لا يُعرف الكثير عن تأثيرات الأجسام المضادة الموجودة سلفًا على عملية تكوين الخلايا المناعية البائية الذاكرة. من هنا، عمد الفريق البحثي في البحث المنشور إلى دراسة استجابة الخلايا البائية الذاكرة، لدى أفراد تلقوا تطعيمًا مضادًا لفيروس «سارس-كوف-2» باثنين من الأجسام المضادة أحادية النسيلة عالية الألفة لهذا الفيروس، وتلقوا فيما بعد جرعتين من لقاح آخر مضاد للفيروس يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال.
واكتشف الفريق البحثي أنَّ أجسام الأفراد الذين تلقوا تطعيمًا بالجسمين المضادين أحاديي النسيلة، قد أنتجت تركيزات مُعايَرة ترتبط بالفيروس وتحيُّده، أقل بنسبة ضئيلة للغاية من مثيلتها لدى أفراد مجموعة المقارنة.
رغم ذلك، كانت الخلايا البائية الذاكرة لدى من حصلوا على الجسمين المضادين أحاديي النسيلة مختلفة عنها في أفراد مجموعة المقارنة، إذ أنتجت بالدرجة الأولى أجسامًا مضادة من فئة الجلوبيولين المناعي «إم» (IgM)، تتسم بألفة مُنخفضة للفيروس، وبعدد منخفض من الطفرات الجسدية، وباختلاف في القدرة على استهداف نطاق الارتباط بالمُستقبِل (RBD) في الفيروس.
علاوةً على ذلك، فإنَّ جسمًا مضادًا واحدًا فقط، من أصل 77 من الأجسام المضادة الذاكرة المستهدفة لنطاق الارتباط بالمُستقبِل من الأجسام التي اختبر الباحثون فاعليتها، استطاع تحييّد الفيروس.
وقد درس الباحثون الآليات الكامنة وراء هذه النتائج البحثية في تجارب أُجريت على فئران، تبين منها أنَّ المراكز الجرثومية التي تشكلت في وجود الجسمين المضادين نفسيهما، تكونت في غالبيتها من خلايا بائية منخفضة الألفة للفيروس.
وبناء على ذلك كله، تشير النتائج التي توصل إليها الفريق البحثي إلى أنَّ وجود أجسام مضادة عالية الألفة للفيروس سلفًا، يتسبب في انحياز للانتخاب الجيني بالمراكز الجرثومية وخلايا الذاكرة البائية، عبر آليتين محددتين: (1) خفض عتبة تنشيط الخلايا البائية، ومن ثم السماح لكمية وفيرة من النسائل ضعيفة الألفة للفيروس بالمشاركة في الاستجابة المناعية، و(2) الإخفاء المباشر للمُحددات المُستضدية (خواص المستضد) التي تتعرف عليها هذه الأجسام المضادة وتألفها.
ولعل هذا يُقدم تفسيرًا جزئيًا لما نرصده من اختلاف في قدرة الأجسام المضادة الذاكرة على استهداف الفيروس، عند تحفيزها بجرعة تطعيم مُعززة.