ملخصات الأبحاث
تغيير المواقف الثقافيّة تجاه عادة تشويه الأعضاء التناسليّة للإناث
- Nature (2016)
- doi:10.1038/nature20100
- English article
- Published online:
على قدر ما تُقَرِّب العولمة أصحاب المواقف الثقافيّة المتعارِضة من بعضهم البعض، على قدر ما تنشئ خلافات ثقافيّة أكثر. إننا لا نعرف الكثير عن كيفيّة تهدئة الخلافات، وكيف يمكن للخلافات التي تحدث أن تشكل التطوّر الثقافيّ للمجموعات أطراف الخلاف. وتُعَدّ عادة تشويه الأعضاء التناسليّة للإناث مثالًا بارزًا لذلك، حيث ظلّت الحكومات والوكالات الدوليّة تروِّج للتخلي عن تلك العادة لعدة عقود، إلا أنها ظلت واسعة الانتشار، وصاحَبَتْها مخاطر صحيّة لملايين الفتيات والسيّدات. وفي جهودها للقضاء على هذه العادة، كانت الوكالات الدوليّة ترى أنها عادةٌ منتشرة ومترسّخة، وهو ما يدل على أن هناك حاجة ملحة إلى إبراز قِيَم وتطلّعات من خارج الثقافة المحليّة. قد يرى أفراد المجتمع المستهدَف أن مثل هذه التدخلات لإيقاف العادة هي تطفّلٌ غير مُرَحَّب به، وأحيانًا ما تسبَّبَت الحملات التي تروِّج للتخلي عنها في استثارة ردود أفعال عنيفة، أثناء كفاحها لتوفيق القبول الثقافيّ للاقتناع بأن تشويه الأعضاء ينتهك الحقوق الإنسانية الدوليّة، بيد أن تلك العادة ليست بالضرورة منتشرة ومترسخة محليًّا فقط. فقد قام الباحثون بتصميم تجارب حول التغيير الثقافيّ، كشفت عن وجود مواقف متعارضة داخل المجتمعات التي تمارس تلك العادة. وأنتج الباحثون أربعة أفلام ممتعة، كانت بمثابة أدوات معالجة اختباريّة لاختبارين أُقِيمَا في السودان، كما صمموا اختبار ربطٍ ضمنيّ؛ بغرض مراقبة المواقف تجاه عادة تشويه الأعضاء، لكنْ بشكل غير تطفلي. ابتعدَتْ الأفلام عن تصوير أن تلك العادة منتشرة محليًّا، وذلك عن طريق التصوير التمثيلي لأفراد عائلة كبيرة أثناء مواجهة بعضهم بعضًا بوجهات نظرٍ مختلفة فيما إذا كان على الأسرة الاستمرار في ممارستها، أم لا. لقد حَسَّنَت الأفلام بشكلٍ كبير من مواقف الناس تجاه الفتيات اللاتي لم يُمَارَس عليهن الأمر، وكان لأحد الأفلام تحديدًا أثر أكثر استمراريّة نسبيًّا عن بقية الأفلام. ومن ثم، تكشف هذه النتائج أن استخدام وسائل الترفيه للتصوير التمثيلي لوجهات النظر المتعارِضة محليًّا بإمكانه وضْع أساسٍ لتطوُّر ثقافيّ واقعيّ، من دون إبراز انقسامات ثقافيّة.