نشأة الحياة على الأرض

إن النشاط البيولوجي عامل أساسي في الدورات الكيميائية للأرض، ومن ضمنها تيسير حبس ثاني أكسيد الكربون، وتوفير ردود فعل مناخية. وبالتالي، فإن السؤال المهم بشأن تطوُّر الأرض هو: متى نشأت الحياة، وبدأت تؤثر على الدورات الكيميائية للأغلفة المائية، والجوية، والصخرية للأرض؟ حتى الآن، ركزت أدّلة أقدم صورة للحياة على الأرض على البصمات النظائريّة المُخْتَلَف عليها للصخور والمعادن الرسوبية المتحولة، البالغ عمرها 3800-3700 مليون سنة في شريط "إيسوا" فوق القشري، الواقع جنوب غرب جرينلاند. يسجِّل الباحثون العثور على أدلة على حياة عتيقة في صخور مكتشَفة حديثًا، تتكون من أحجار ميتاكربونية، عمرها 3700 مليون سنة، في شريط "إيسوا" يحتوي على ستروماتوليت بارتفاع 1-4 سم، وهي بِنَى ذات طبقات ميكروسكوبية تُنْتِجها التجمعات الميكروبية. نَمَت ستروماتوليت شريط "إيسوا" في بيئة بحريّة ضحلة، كما تشير بصمات العنصر الأرضي النادر "الإتريوم" في الميتاكربونيات، وكما تشير الصخور الرسوبية بين الطبقية ذات التطبُّق المتقاطع، والبِرِيشات المتولدة من موجات العواصف. تسبق ستروماتوليت شريط "إيسوا" بـ220 مليون سنة الأدلة السابقة الأكثر إقناعًا وقبولًا عامًّا بين التخصصات العلمية عن بقايا أقدم صور الحياة التي عُثِرَ عليها في تكوين "دريسر"، البالغ عمره 3480 مليون سنة في بيلبارا كراتون بأستراليا. يكشف وجود ستروماتوليت شريط "إيسوا" عن بداية تكوّن كربونيت مياه البحر الضحلة مع حبس ثاني أكسيد الكربون الحيوي قبل 3700 مليون سنة، قرب بداية السجل الرسوبي للأرض. هذا.. وتتوافق نظرية تطوُّر الحياة قبل 3700 مليون سنة مع دراسات الساعة الجزيئية الجينية، التي تُرْجِع وقت نشأة الحياة إلى دهر الهاديان (قبل أكثر من 4000 مليون سنة).