ملخصات الأبحاث

تصوُّر داخلي لكويكب "سيريس"

R. Park et al
  • Published online:

قَدَّمت الملاحظات عن بُعْد لكويكب (1) سيريس من التليسكوبات الأرضية والفضائية معلومات عن كثافته التقريبية وتكوينه؛ مما أفضى إلى مجموعة من النماذج للطبيعة الداخلية لسيريس، تتراوح من متجانسة إلى متمايزة تمامًا. وأحد المُعامِلات المفقودة سابقًا، الذي يمكن أن يضع قيدًا قويًّا على الطبيعة الداخلية لسيريس هو عزم قصوره الذاتي، الأمر الذي يتطلب قياس تباين جاذبيته،  جنبًا إلى جنب مع معدل السَّبْق، أو افتراض التحقق من التوازن الهيدروستاتيكي. ومع ذلك.. لا يمكن للملاحظات عن بُعْد من الأرض قياس تباين الجاذبية ومقدار معدل السَّبْق، لأنه صغير جدًّا، بحيث لا يمكن الكشف عنه. ويستعرض الباحثون قياسات لجاذبية وتكوين "سيريس"، تم الحصول عليها من المركبة الفضائية "دون"، تبيِّن أنه في حالة توازن هيدروستاتيكي مع متوسط عزم قصوره الذاتي المستنتَج، وهو 0.37. وتشير تلك البيانات إلى أن هيئة جسم "سيريس" متمايزة جزئيًّا، فهو قلب صخري مغلف بطبقة غنية بالتقلبات، حسبما توقعَت دراسات من قبل. وإضافة إلى ذلك.. بَيَّنَّا أيضًا أن إشارة الجاذبية مكبوتة بشدة، مقارنة بالذي تم التنبؤ به من الاختلافات الطبوغرافية. ويشير هذا إلى أنه يتم تعويض "سيريس" سكونيًّا بشكل متساو، بحيث يتم دعم الارتفاعات الطبوغرافية بنزوح من المناطق الداخلية الأكثر كثافة. وعلى النقيض من الكويكب (4) فيستا، يشير ذلك التعويض القوي إلى وجود طبقة لزجة دنيا، أقلّ عمقًا، ربما تعكس تدرُّجًا حراريًّا، بدلًا من التركيبي. ولمزيد من البحث في الهيكل الداخلي، افترضنا نموذجًا لطبقتين لداخل "سيريس" مع كثافة قلب تتراوح من 2,460-2,900 كجم لكل متر مكعب (أي تتألف من كوندريت CI، وCM)، وتنتج سُمْك غلاف خارجي يتراوح من 70-190 كيلومترًا. وكثافة هذا الغلاف الخارجي هي 1,680- 1,950 كجم لكل متر مكعب، مما يدل على خليط من المواد المتطايرة والمواد الأكثر كثافة، مثل السيليكات، والأملاح. وعلى الرغم من أن بيانات الجاذبية وتكوين "سيريس" تؤكد أن المناطق الداخلية من "سيريس" تطورت حراريًّا، إلا أن باطنها المتمايز جزئيًّا يشير إلى تطور أكثر تعقيدًا مما كان يُتَصَوَّر للأجسام الصخرية متوسطة الحجم (أقل من عرض 1000 كيلومتر)، الغنية بالجليد.