أضواء على الأبحاث

دروس في الرقص داخل خلايا النحل

  • Published online:

Credit: Paul Starosta/Getty

يجيد النحل بفطرته الرقص، غير أن هذا لا يعني أنه لا يتلقى دروسًا تدريبيةً ليصقل براعته تلك.

فشغالات النحل المُنتج للعسل (Apis mellifera، في الصورة) تتواصل فيما بينها، وتنقل إلى خليتها الإشارات الدالة على أماكن عثورها على ما تحتاجه من موارد، وذلك عن طريق الزحف في حركة تصنع شكل رقم ثمانية مع هز بطونها. وترمز المدة الزمنية التي تستغرقها النحلة في أداء هذه الرقصات "المرتعشة" إلى المسافة التي يجب على النحل قطعها للوصول إلى المورد المطلوب. وفي الوقت نفسه، تؤشِّر النحلة الراقصة من خلال اتجاه جسمها على الاتجاه اللازم للنحل أن يسلكه للوصول إلى النقطة نفسها.

وعلى الرغم من أن شغالات النحل تؤدي هذه الرقصات الاهتزازية بفطرتها، فإن حديثات السن منها تقضي بضعة أيام من حياتها في مشاهدة الشغالات الأكبر عمرًا وهي تؤدي هذه الحركات، قبل أن تشرع هي نفسها في أدائها. ومن هنا، عمد شيهاو دونج، من «حديقة شيشوانجبانا للنباتات الاستوائية» بمدينة كونمينج الصينية، وفريقه البحثي إلى منع مجموعة من شغالات النحل من مشاهدة نظيراتها الأكبر عمرًا، ثم قارنوا بين سلوك هذه المجموعة وسلوك النحلات التي تمكنت من مشاهدة قريناتها الأكبر سنًا.

ووجد الفريق البحثي أن النحلات التي لم تحظ بفرصة مشاهدة هذه الرقصات المرتعشة استغرقت وقتًا أطول من المعتاد في أداء رقصتها، وهو ما يعني أنها بالغت في تقدير المسافة التي تحتاج رفيقاتها إلى أن تقطعها للوصول إليها. كما وقعت هذه النحلات التي لم تتلق دروسًا في الرقص في مزيد من الأخطاء عند محاولتها إبلاغ رفيقاتها باتجاه مكانها وعند الزحف على شكل رقم ثمانية.

وتوحي هذه النتائج مجتمعةً أن لمشاهدة النحلات لبعضها البعض دورًا في تعلم هذه الحشرات فن الرقص الذي تمارسه بصورة غريزية.

Science 379, 1015–1018 (2023)