أضواء على الأبحاث
تنامي أسراب الأقمار الصناعية يفسد أرصاد تلسكوب «هابل»
- Nature (2023)
- doi:10.1038/d41586-023-00620-1
- English article
- Published online:
تتزايد أعداد الأقمار الصناعية التي تدور حول كوكب الأرض؛ غير أن علماء الفلك يرون أن الأعداد المتزايدة لهذه الأقمار من شأنها أن تؤثر سلبًا في عمليات الرصد التي يجريها «تلسكوب هابل الفضائي» Hubble Space Telescope.
فعدد الأقمار الصناعية التي تدور حول كوكبنا يربو على 9700 قمر صناعي، منها أقمار صناعية قيد التشغيل، وأخرى توقف تشغيلها. ومن بين هذه الأقمار ما يزيد على 3700 قمر صناعي ضمن كوكبة أقمار «ستار لينك» Starlink الصناعية للاتصالات، التي أطلقتها شركة «سبيس إكس» SpaceX، وهي شركة لعلوم الفضاء والغلاف الجوي الأرضي، يقع مقرّها في مدينة هوثورن بولاية كاليفورنيا الأمريكية. وتجدر الإشارة إلى أن شركة «سبيس إكس»، ومعها شركات أخرى، تعتزم إطلاق عدد يتراوح بين عشرات إلى مئات الآلاف من الأقمار الصناعية الجديدة نحو فضاء كوكبنا خلال السنوات المقبلة.
غير أن الأقمار الصناعية التي تخترق مجالات رصد التلسكوبات الأرضية تنتج خطوطًا ضوئية تؤثر سلبًا في جودة الصور التي تلتقطها عمليات الرصد العلمية التي تجريها هذه التلسكوبات، بحسب ما يفيد به علماء الفلك. ومن هنا، سعى ساندور كروك، من معهد ماكس بلانك لفيزياء الفضاء الجوي في جارشينج بألمانيا، وفريقه البحثي إلى تقييم أثر هذه الأقمار الصناعية في أرصاد «تلسكوب هابل الفضائي» الذي يدور حول كوكبنا على ارتفاع يقل قليلًا عن الارتفاعات التي يحلق عندها العديد من أقمار «ستار لينك» الصناعية.
وقد أجرى الفريق البحثي تحليلًا للصور التي التقطها تلسكوب «هابل»، في الفترة بين عامي 2002 و2021؛ ووجد أن الخطوط المضيئة التي تخلفها الأقمار الصناعية أفسدت جودة هذه الصور بنسبة قدرها 2.7% في المتوسط. كما ارتفع بمرور الوقت عدد الصور التي تظهر فيها تلك الخطوط المضيئة. ففي أوساط الصور الملتقطة بالكاميرات ذات مجالات الرؤية الأوسع نطاقًا، والتي أضعف هذا التأثير قدرتها على الرصد أكثر من غيرها، تراوحت نسبة ظهور هذه الخطوط المضيئة بين 2.8% في بداية الألفية الجديدة و4.3% في الفترة ما بين عامي 2018 و2021.
وأشار الفريق البحثي إلى أنه على الرغم من أن الخطوط المضيئة التي تخلفها الأقمار الصناعية لا تؤثر، في الوقت الحالي، على قدرة تلسكوب «هابل» على الرصد، فمن المتوقع أن تؤثر سلبًا في عمليات الرصد التي يجريها حالما تُصبح أكثر انتشارًا وشيوعًا في فضاء كوننا.
Nature Astron. https://doi.org/jzhk(2023)