أضواء على الأبحاث
كيف تمكَّن الباحثون من قياس النشاط الدماغي للأخطبوط؟
- Nature (2023)
- doi:10.1038/d41586-023-00493-4
- English article
- Published online:
الأخطبوط الأزرق الكبير (Octopus cyanea).
Credit: David Fleetham/Nature Picture Library
تمكَّن فريقٌ من الباحثين للمرة الأولى من قياس النشاط الدماغي لأخطبوط يسبح بشكل طبيعي، ودون الحاجة إلى تقييد حركته.
يُعد الأخطبوط أحد أنواع الحيوانات اللا فقارية الأكثر ذكاءً على وجه الكوكب. غير أن محاولات العلماء الرامية لاختلاس نظرة خاطفة إلى آليات عمل أدمغة هذه الكائنات من الداخل لم تكن يومًا بالمهمة السهلة. ويُعزَى ذلك، في أغلب الأحيان، إلى أن هذه المخلوقات عادةً ما تستخدم أذرعها الثمانية القوية للتخلّص من أي أجهزة مُثبتة بأجسامها تسعى لقياس نشاط أدمغتها.
وللتغلّب على هذه المشكلة، كان الباحثون يلجأون، فيما سبق، إلى ربط هذه المخلوقات وتقييد حريتها. وفي إطار سعي العلماء لإلقاء نظرةٍ أكثر تعمقًا على النشاط الدماغي لهذه الكائنات اللا فقارية في أثناء ممارسة أنشطتها وسلوكياتها المعتادة، عمدت تامار جوتنيك، من معهد أوكيناوا للعلوم والتكنولوجيا في أونا باليابان، وزملاؤها إلى إجراء جراحة لثلاثة أخطبوطات تنتمي لنوع الأخطبوط الأزرق الكبير (Octopus cyanea) الذي يعيش في المياه الاستوائية، بغية زرع أجهزة تسجيل في تجويف داخلى أسفل جلد هذه الأخطبوطات. وقد اتصلت هذه الأجهزة بأقطاب كهربائية مُثبَّتة بأدمغة تلك المخلوقات.
ساعدت هذه الأجهزة المزروعة الفريقَ البحثي على قياس النشاط الدماغي للأخطبوطات الثلاثة لمدة 12 ساعةً كاملةً حتى نفاد بطاريات أجهزة التسجيل. وجد الباحثون أن الأخطبوطات الثلاثة التي حملت أجهزة التسجيل كانت تمدّ أذرعها لتتحسس مكان الشق الجراحي وتتفحصه، لكنها كانت، باستثناء ذلك، تتصرف بشكل طبيعي بعد خضوعها للجراحة.
تشير هذه النتائج إلى أن زرع أجهزة، عن طريق الجراحة، بأجساد أنواع أخرى من حيوانات الأخطبوط قد يُعين الباحثين على تتبع النشاط الدماغي المعتاد لهذه الكائنات في خلال حياتها اليومية المعتادة.