حديث المهن
حيث أعمل: لوسيا راب بي-دانيال
- Nature (2023)
- doi:10.1038/d41586-023-00224-9
- English article
- Published online:
Credit: Mauro Pimentel/AFP via Getty
حين قَدِمتُ للمرة الأولى إلى منطقة الأمازون قادمةً من وسط البرازيل، في عام 1978، كنتُ أنوي البقاء عامًا واحدًا فقط، لكنني فُتنتُ باتساع الأنهار في الغابات المطيرة وبتنوعها البيولوجي. انتهى بي الحال إلى البقاء مدة أطول، وحصلتُ على درجة الماجستير في علم الأحياء المائية عام 1984 من المعهد الوطني لأبحاث الأمازون (INPA)، في ماناوس بالبرازيل. ثم غيَّرت وجهتي إلى جامعة أريزونا في توكسون، حيث حصلتُ على درجة الدكتوراه في علم النُّظُم الإيكولوجية وعلم الأحياء التطوري، ثم عدتُ إلى ماناوس في عام 1998 لأعمل في المعهد عالمةً متخصصةً في دراسة الأسماك.
كنتُ عضوةً في الفريق الذي بدأ جمع الأسماك للمعهد في عام 1978. بحلول ذلك الحين، كان الباحثون قد جمعوا معظم المعلومات العلمية التي تخص أسماك الأمازون، بما في ذلك العيِّنات نفسها، وأودعوها في مؤسسات خارج البرازيل، موزَّعة في شتى أرجاء العالم، ولم يتمكن البرازيليون من الوصول إلى أي منها بسهولة. أما الآن، فإن المعهد يحتفظ بأكثر من 600 ألف سمكة مع تصنيفها، وكلها متاحة لطلاب الدراسات العليا الدارسين لدينا، وللمجتمع العلمي على جملته.
التُقطتْ هذه الصورة في شهر يونيو الماضي عند نهر مانيكور، في شمال غرب البرازيل، أثناء البعثة الاستكشافية التابعة لـ«منظمة السلام الأخضر» Greenpeace. أظهَر في الصورة حاملةً كيسًا يحوي أسماكًا صغيرة، جمعناها باستخدام المناخل.
منذ عام 2006، ينادي أهالي المناطق الواقعة على ضفاف نهر مانيكور بإنشاء محمية طبيعية لحماية أراضيهم من الممارسات غير المستدامة. وطلبوا من «منظمة السلام الأخضر» المساعدةَ في وضع خارطة للتنوع البيولوجي في المنطقة؛ دعمًا لطلبهم إنشاءَ المحمية. وبدورها، دعتْ «منظمة السلام الأخضر» باحثي المعهد الوطني لأبحاث الأمازون إلى الانضمام إلى بعثتها الاستكشافية لرسم الخرائط، فقضينا 20 يومًا في جمع طائفة كبيرة من الكائنات الحية من حوض نهر مانيكور وتسجيلها.
إلى جانب الحرائق التي اجتاحت منطقة الأمازون، تعرَّضَتْ المنطقة لضرر بالغ جرّاء إزالة الغابات وانتشار الأنشطة الصناعية؛ فسجّلنا تراجعًا في أعداد أنواع كثيرة من الأسماك بعد إنشاء مجمّع الطاقة الكهرومائية - ثاني أكبر مجمّع من نوعه على مستوى العالم - في بلدية بيلو مونتي على ضفاف نهر شينجو. ولا يمكن لهذه الأنواع أن تزدهر إلا في البيئة الغنية بالأكسجين التي تمتاز بها الأنهار الجارية والشلالات، ومن أسفٍ أن هذه البيئة قد دُمِّر أغلبها.
لوسيا راب بي-دانيال: عالمة متخصصة في دراسة الأسماك، تعمل بالمعهد الوطني لأبحاث الأمازون في ماناوس بالبرازيل.
أجرت المقابلة: باتريشيا مايا نورونها.