ملخصات الأبحاث
الأشخاص غير المطعَّمين في الثقافات المختلفة يتعرضون لمواقف تمييزية
- Nature (2023)
- doi:10.1038/s41586-022-05607-y
- English article
- Published online:
ما زال هناك عدد كبير من الأشخاص الذين لم يتلقَّوا لقاح «كوفيد-19» أثناء الجائحة الأخيرة، حتى في بلدان يتوافر فيها اللقاح بسهولة، لاسيَّما بعدما أصبح الحصول على اللقاح مسألة مثيرة للجدل، بل والاعتراض.
وفي هذا البحث المنشور، يُقيِّم الباحثون ما إن كان الناس يُعبِّرون عن مواقف تمييزية ضد هؤلاء الأشخاص، بالشعور بمشاعر سلبية نحوهم أو وضعهم في قوالب نمطية أو اتخاذ مواقف إقصائية ضدهم في السياقات العائلية والسياقات السياسية، وذلك عَبر مجموعات مُعرَّفة بتعريفٍ يوضِّح حصولها على اللقاح من عدمه.
يحدد الباحثون حجم المواقف التمييزية بين الأشخاص المطعَّمين وغير المطعَّمين في 21 دولة، ويغطون بذلك مجموعة من الثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم. ويُبيِّن الباحثون، عبر ثلاث دراسات تجريبية مشتركة معًا (بعدد من المشاركين يبلغ 15,233 فردًا)، أن الأشخاص المطعَّمين يُعبِّرون عن مواقف تمييزية شديدة ضد الأشخاص غير المطعَّمين، تضاهي شدة المواقف التمييزية التي عادة ما تستهدف المهاجرين والأقليات. وعلى عكس ذلك، لا يوجد دليل على أن الأشخاص غير المطعَّمين يُظهِرون مواقف تمييزية تجاه الأشخاص المطعَّمين، باستثناء وجود قابليةٍ للإحساس بمشاعر سلبية تجاههم في ألمانيا والولايات المتحدة.
وقد وجد الباحثون أدلة تؤيد وجود مواقف تمييزية ضد الأشخاص غير المطعَّمين في جميع البلدان باستثناء المجر ورومانيا، واكتشفوا أنَّ التعبير عن المواقف التمييزية يبدو أقوى في الثقافات التي ينتشر فيها التعاون بدرجة أكبر. ومما يُذكر في هذا السياق أنَّ أحد الأبحاث السابقة عن الجوانب النفسية لعملية التعاون قد أظهر أنَّ الأفراد يتفاعلون بالسلب مع مَن يرونهم "منتفعين بلا مقابل"، وهذا يشمل مسألة الحصول على اللقاحات. وتماشيًا مع ذلك، وجد الباحثون أنَّ المساهمين في إفادة المصلحة العامة بكبحِ انتشار الجائحة (أي الأفراد المطعَّمين) يتفاعلون باتخاذ مواقف تمييزية ضد مَن يرونهم منتفعين بلا مقابل (أي الأفراد غير المطعَّمين).
صحيحٌ أنَّ قادة الدول وعموم الناس من المطعَّمين استعانوا باستجداء الواجب الأخلاقي لدى الأفراد غير المطعَّمين لتعزيز الإقبال على تلقي لقاح «كوفيد-19»، لكنَّ نتائج الباحثين تشير إلى ظهور مواقف تمييزية ضدهم في الوقت نفسه، إلى حدٍّ وصل بالبعض إلى المطالبة بتجريدهم من حقوق أساسية.
الشكل 1 | خريطة للعالم توضح الدول التي تضمنتها الدراسةتَظهر البلدان ملوَّنةً حسب نسبة المواطنين المطعَّمين من إجمالي عدد السكان في اليوم الأول من جمع البيانات (في الفترة من ديسمبر 2021 إلى يناير 2022).
كبر الصورة