سبعة أيام

موجز الأخبار - 15 ديسمبر

الذكاء الاصطناعي يهزم البشر، وإنشاء مرصد راديوي عملاق.

  • Published online:

Credit: Lost in the Midwest/Alamy

الذكاء الاصطناعي يهزم البشر في اثنتين من أعقد ألعاب التفكير الاستراتيجي

نجحت أخيرًا أدوات الذكاء الاصطناعي في إجادة اثنتين من الألعاب التي طالما اعتُبِرَت عصية على الذكاء الاصطناعي. استخدم نظام للذكاء الاصطناعي يحمل اسم «ديبناش» DeepNash، طورته شركة «ديبمايند» DeepMind التي يقع مقرها في العاصمة الإنجليزية لندن، مزيجًا من التعليم المعزَّز وإحدى الشبكات العصبية العميقة لإجادة لعبة «استراتيجو» Stratego (موضحة في الصورة)، وهي لعبة تتطلب مهارات التفكير الاستراتيجي للتعامل مع المعلومات المنقوصة (J. Perolat et al. Science 378, 990–996; 2022).

وفي الأثناء، طوَّر فريق في شركة «ميتا إيه آي» Meta AI، ومقرها في مدينة نيويورك، نظام «سيسرو» Cicero، وهو نظام للذكاء الاصطناعي قادر على ممارسة مهارات التفاوض والتعاون في لعبة «ديبلوماسي» Diplomacy التي تضم أكثر من لاعب (A. Bakhtin et al. Science 378,1067–1074; 2022).

وقد علَّق على ذلك مايكل ويلمان، من جامعة ميشيجان في آن آربر، وهو عالم حاسوب متخصص في دراسة الاستدلال الاستراتيجي ونظرية الألعاب، بقوله: "السرعة التي برعت بها أدوات الذكاء الاصطناعي في حذق الألعاب التي تختلف اختلافًا نوعيًا – أو وصل فيها إلى مستويات جديدة – خلال السنوات الأخيرة تعد أمرًا لافتًا حقًا. تختلف «استراتيجو» كل الاختلاف عن «ديبلوماسي»، وكلتاهما تمتاز بخصائص صعبة، تختلف اختلافًا ملحوظًا عن خصائص الألعاب التي أحرز فيها الذكاء الاصطناعي إنجازات مشابهة".

دخل «ديبناش»، على مدار أسبوعين في شهر أبريل، في منافسةٍ ضد لاعبي «استراتيجو» البشريين على منصة «جرافون»Gravon ، وهي منصة للألعاب الإلكترونية. بعد خوض خمسين مباراة، أحرز «ديبناش» المركز الثالث على مستوى جميع لاعبي «استراتيجو» منذ عام 2002.

أفاد الفريق القائم على تطوير «سيسرو» بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي أحرزت في أربعين جولة إلكترونية من جولات «ديبلوماسي» أكثر من ضعف متوسط النقاط التي أحرزها اللاعبون البشريون، وصُنِّف ضمن أفضل 10% من المشاركين الذي خاضوا أكثر من جولة واحدة.

من شأن هذه الإنجازات أن تمهِّد الطريق أمام تطبيقات الحياة الواقعية، مثل تحسين التكنولوجيا التي تعتمد عليها السيارات ذاتية القيادة؛ لكن ينبغي بذل المزيد من العمل. يقول ويلمان: "كثير من هذه التقنيات تتجاوز أهميته الألعاب الترفيهية. غير أن معامل الذكاء الاصطناعي الرائدة يلزمها، عند مرحلة معينة، تخطي المجالات الترفيهية إلى ما هو أبعد منها، والتوصل إلى طريقة لقياس التقدم العلمي المحرز في سياق "ألعاب" الحياة الواقعية الأكثر غموضًا والتي نهتم بها بالفعل".

 

Credit: DISR

البدء في إنشاء مرصد راديوي عملاق

بعد ثلاثين عامًا من التخطيط والمفاوضات، بدأت الأسبوع الماضي أعمال بناء «مصفوفة الكيلومتر المربع» Square Kilometre Array، وهي أكبر مرصد فلكي راديوي على مستوى العالم. من المتوقع أن يعمل الجهاز العملاق – الذي من المقرر أن يُبنَى على هيئة تلسكوبين على امتداد مواقع مترامية الأطراف في أستراليا وإفريقيا – على جمع الإشارات الراديوية المنبعثة من الأجرام السماوية، ويأمل علماء الفلك في أن يلقي هذا المرصد الضوء على طبيعة المادة المظلمة وكيفية تشكل المجرات.

سوف يجري إنشاء «مصفوفة الكيلومتر المربع» على مراحل، على أن تكتمل المرحلة الأولى، والبالغة تكلفتها 1.3 مليار يورو (أي ما يعادل 1.4 مليار دولار أمريكي)، في عام 2028. سوف يتألف التلسكوب منخفض التردد، والمعروف باسم SKA-Low وموقعه في أستراليا، من حوالي 131 ألف هوائي، يشبه كل واحد منها شجرة عيد الميلاد، مصنوعة من الأسلاك وطولها متران. سوف يغطي 256 هوائيًا منتظمًا في أكثر من 500 مصفوفة رمال الموقع الحمراء (رسم تخيلي). تجدر الإشارة إلى أن المسافات الشاسعة الواقعة بين الهوائيات وأعدادها الهائلة تعني أن التلسكوبين سوف يلتقطان الإشارات الراديوية بحساسية غير مسبوقة.

فضلًا عن ذلك، بدأت التحضيرات لبناء أول أطباق عملاقة للتلسكوب متوسط التردد، ويعرف باسم SKA-Mid؛ إذ سيتم تثبيت 197 هوائيًا تمتد على مسافة 150 كيلومترًا تقريبًا في منطقة كارو الجافة بجنوب إفريقيا.

يتمثل الهدف النهائي في تدشين آلاف الأطباق في إفريقيا ومليون هوائي في أستراليا بمساحة تجميع تبلغ كيلومترًا مربعًا واحدًا.