سبعة أيام
موجز الأخبار - 8 ديسمبر
وجبات البعوض، وخادرات النمل تصنع «الحليب».
- Nature (2022)
- doi:10.1038/d41586-022-04332-w
- English article
- Published online:
Credit: Claude Nuridsany & Marie Perennou/SPL
تحليل وجبات البعوض الدموية تكشف تاريخ العدوى لدى البشر
حتى البعوض الماص للدماء له فوائده، فثمة أسلوب مبتكر يقوم على تحليل وجباته الأخيرة من الدماء بحيث يمكنه الكشف عن علامات دالة على العدوى لدى البشر أو الحيوانات التي تغذت هذه الحشارت الطائرة على دمائهم.
يقول العلماء إنه من الممكن الاستعانة بهذه الطريقة في دراسة حالات تعرُّض البشر والحيوانات فيما سبق لطائفة من المُمْرضات، مع تفادي القيود الأخلاقية والعملية المتعلقة بإخضاعهم مباشرًة للفحوصات.
تجدُر الإشارة إلى أن الباحثين رصدوا من قبل حالات تعرض لمُمْرضات عن طريق فحص دم مأخوذ من بعوض بحثًا عن أجسام مضادة، وهي علامات دالة على عدوى سابقة ويمكنها أن تجري في الدم لشهور أو حتى سنوات، من عائلٍ حيواني بعينه.
يمكن للأسلوب الذي استخدمته كارلا فييرا، أخصائية إيكولوجيا الأمراض في معهد كيمر بيرجهوفر للأبحاث الطبية في بريزبان بأستراليا، رصد الأجسام المضادة الموجودة في دماء طائفة من الحيوانات والبشر.
وجهت فييرا تركيزها إلى «فيروس نهر روس»، وهو فيروس ربما يصيب صاحبه بالهزال، يحمله البعوض الذي يستوطن أستراليا والجزر الواقعة جنوب المحيط الهادئ.
قامت فييرا وزملاؤها بحبس ما يقرب من 55 ألف بعوضة داخل متنزهات في بريزبان في عامي 2021 و2022، ثم عمدوا إلى استخراج بضعة ملّيلترات من دماء الحشرات التي تناولت غذاءها مؤخرًا لفحصها بحثًا عن أجسام مضادة قد ترتبط بفيروس «نهر روس». علاوة على ذلك، عكف الفريق على تحديد تسلسل شظايا الحمض النووي في هذه الدماء بُغية التعرف على الحيوان الذي تغذت على دمائه كل حشرة.
في إطار النتائج الأولية التي عُرِضَت في المؤتمر الدولي للأمراض المعدية، الذي عُقد في كوالا لامبور في نوفمبر الماضي، أفادت فييرا أن 480 بعوضة من البعوض المحتجَز كانت ممتلئة بالدماء، وقد تغذَّى أكثر من نصفها على دماء بشرية، وحوالي 9% على دماء الأبقار، و6% على دماء الكناغر، إلى جانب حيوانات أخرى. تبيَّن أن من بين 253 عينة دماء بشرية، احتوى أكثر من نصفها على أجسام مضادة لفيروس «نهر روس»، وهو "عدد كبير للغاية"، على حد تعبير فييرا. فضلًا عن ذلك، وُجِدَت أدلة على التعرض لهذا الفيروس فيما يقرب من ثلاثة أرباع الأبقار والكناغر.
تعليقًا على هذا الكشف، تقول شيلي بولوتين، عالمة اللقاحات في جامعة تورونتو الكندية: "هذا نهج حديث ومذهل، يثبت وجود أساليب مبتكرة لاستغلال البيئة المحيطة بنا في معرفة المزيد عن التعرض للعدوى".
Credit: Daniel Kronauer
خادرات النمل تصنع «الحليب» لإطعام مستعمراتها
رصد الباحثون لأول مرة إفراز خادرات النمل (أي النمل في طور التشرنُق) سائلًا شبيه بالحليب يتغذَّى عليه نمل المستعمَرة.
كشف البحث المنشور يوم الثلاثين من نوفمبر الماضي (O. Snir et al. Nature https://doi.org/jpb8; 2022) أن خادرات النمل – التي توجد في حالة غير نشطة – ينتجن سائلًا غنيًا بالمغذيات، يتغذى عليه النمل البالغ واليرقات على السواء.
من الجدير بالذكر أن النمل في الطور اليرقاني يعتمد على هذا السائل في النمو والبقاء على قيد الحياة، تمامًا مثلما يعتمد مواليد الثدييات على اللبن. فإذا لم يلتهم النمل البالغ واليرقات هذا السائل، سيتراكم وتلوثه الفطريات مما يؤدي إلى موت الخادرات.
تقول أورلي سنير، وهي عالمة البيولوجيا في جامعة روكفلر بمدينة نيويورك التي شاركت في وضع الدراسة: "لقد تعرفنا على آلية توحد المستعمرة، وتربط النمل عبر جميع مراحل النمو – بما في ذلك النمل البالغ واليرقات والخادرات – في كيان واحد متماسك".
وفي تصريحٍ أدلت به باتريتسيا ديتورِ، المتخصصة في سلوك الحيوانات بجامعة السوربون باريس نورث الفرنسية، وصفَتْ هذا الكشف بقولها: "المثير للعجب حقًا أن أحدًا لم يلتفت إلى ذلك من قبل. وكان الظنُّ فيما سبق أن خادرات النمل عديمة النفع؛ ]ذلك أنها[ تبقى ساكنةً بلا حراك، وفي بعض الأنواع تتشرنق، ولا تأكل، بل تحركها العاملات، ومن هنا ذهبت الظنون إلى أنها لا تسهم بأي شيء في مجتمع النمل. لكن هذه الورقة البحثية تثبت غير ذلك".