حديث المهن

حيث أعمل – جيانلوكا تورتا

فرجينيا جوين
  • Published online:
جيانلوكا تورتا، طالب دكتوراه في جامعة بولونيا الإيطالية، يبحث في كيفية استعادة المعادن الأرضية النادرة بكفاءة من النفايات الصناعية.

جيانلوكا تورتا، طالب دكتوراه في جامعة بولونيا الإيطالية، يبحث في كيفية استعادة المعادن الأرضية النادرة بكفاءة من النفايات الصناعية. 

Elisabetta Zavoli for Nature

كنتُ واحدًا من هؤلاء الأطفال المولَعين باستكشاف الكيمياء، لا تفكيك المحركات. أما الآن، فإنني أفعل الأمرين كليهما. حصلت على درجتَي البكالوريوس والماجستير في الكيمياء الصناعية من جامعة بولونيا الإيطالية. كنتُ أرى دومًا أن الكيمياء البحتة علمٌ مُوغِل في النظرية، والأشياء التي تستهويني هي القابلة للتطبيق في الحياة الواقعية.

أدرس حاليًّا كيفية إعادة تدوير المعادن من النفايات الصناعية والمنزلية؛ وأعني بهذه النفايات أي شيءٍ تقريبًا، من السيارات إلى أجهزة الحاسب الآلي القديمة. المعادن الأرضية النادرة، مثل النيوديميوم، والبراسيوديميوم، والديسبروسيوم غير متوفرة، لكنها ضرورية لتصنيع المحركات الكهربائية للسيارات والدراجات البخارية والصغيرة. وقد جرت العادة على أن تُقطَّع المحركات الكهربائية، لينتهي الأمر بالعناصر الأرضية النادرة - التي يمكن إعادة استخدامها في المحركات الجديدة - في مكب النفايات، أو تضيع أثناء إنتاج الحديد.

الحصول على هذه الأجزاء يمثل تحديًا كبيرًا. وقد اجتمعتُ في أكتوبر الماضي بعدد من شركات إعادة التدوير لبناء شبكتي. ووافَتْني شركاتٌ كثيرة بمحركات كهربائية، يصل إجمالي وزنها إلى نحو ألف كيلوجرام. وفي هذه الصورة، أظهر أثناء محاولة العثور على مزيدٍ من هذه المحركات لدى تاجر خردة في مدينة ماروتا الإيطالية.

تعتمد السيارات الكهربائية على دوران مغانط قوية لخلق الحركة. صحيحٌ أن المغانط تشكِّل نسبتها 2-7% فقط من وزن معظم المحركات، لكنها تحمل القيمة الاقتصادية الحقيقية، لما تحتويه من العناصر الأرضية النادرة. وإنني لأستخرج مغانط من المحرك باستخدام مشعل اللحام في الهواء الطلع، وأكون إذ ذاك مرتديًا مئزر حدَّاد ونظارات واقية. وفي المختبر، أستعين بحمضٍ لإذابة المغانط وإنتاج محلول يحتوي على جميع المعادن الأرضية النادرة، ثم أحلِّل الخليط أخيرًا لتحديد تركيز كل عنصر.

هدفي هو العثور على الطريقة الأكثر فاعلية لإعادة تدوير هذه المعادن؛ إما عن طريق تفكيك المغناطيس وحسب، أو عن طريق فصل الجزء المعدني بأكمله فصلًا ميكانيكيًا، ثم عزل العناصر الأرضية النادرة. وإذا كانت إعادة تدوير هذه المعادن تمثل تحديًا، فإنها على الجانب الآخر تتيح فرصة لتقليل الضرر البيئي الناتج عن المزيد من عمليات الاستخراج، كما تساعد الدول الأوروبية على تقليل الاعتماد على الدول الأخرى من أجل الحصول على هذه المعادن.