ملخصات الأبحاث
التصنيف الجزيئي لسرطان البروستاتا عند ذوي الأصول الإفريقية
- Nature (2022)
- doi:10.1038/s41586-022-05154-6
- English article
- Published online:
ثمة تفاوُت هائل في أعداد الإصابات بسرطان البروستاتا حسب المنطقة الجغرافية والأصول العرقية. ومن المعلوم أنَّ انتماء الشخص إلى أصول إفريقية يمثل عامل خطر كبير عليه؛ إذ تصل معدلات الوفيات في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلى 2.7 ضعف المتوسطات العالمية. ورغم ذلك، يُلاحظ أن العلماء ليسوا على دراية كاملة بالعوامل التي تلعب دورًا في ذلك، جينيةً كانت أو غير جينية، إلى جانب العمليات الطَفريّة المرتبطة بها.
ولتحقيق ذلك الهدف، استخدم الباحثون تقنية تعيين تسلسل الجينوم الكامل لعينات من سرطان بروستاتا لم يخضع للعلاج، مأخوذة من 183 مريضًا من أصول متمايزة في جميع أنحاء العالم (إفريقية مقابل أوروبية). وعكف الفريق، في هذا البحث المنشور، على إنشاء مصدر ضخم لجينوم السرطان في جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا، وحددوا قرابة مليوني متغير جسدي.
وكان من النتائج البحثية الهامة التي توصل إليها العلماء، والتي وجدوها عند ذوي الأصول الإفريقية حصرًا: ارتفاع العبء الطفري للورم، وزيادة نسبة تغيُّر الجينوم، ووجود عدد أكبر من الطفرات المدمرة المتوقعة، وارتفاع مجموع البصمات الطفرية والجينات المحركة NCOA2 وSTK19 وDDX11L1 وPCAT1 وSETBP1.
ومن خلال فحص كافة أنواع الطفرات الجسدية، شرح العلماء تصنيفًا جزيئيًا لسرطان البروستاتا، يتمايز حسب الأصول العرقية، ومُحددًا بوصفه أنواعًا فرعية للطفرات العالمية (GMS).
بعد ذلك، ضمّن العلماء في أبحاثهم مزيدًا من البيانات الصينية الآسيوية، واستطاعوا التأكّد من كون النوع الفرعي الثاني للطفرات العامة (GMS-B) (المعنيّ باكتساب عدد النسخ)، والنوع الفرعي الرابع للطفرات العامة GMS-D (الصاخب طفريًا) يخصّان الأفارقة حصرًا، في حين أنَّ النوع الفرعي الأول للطفرات العامة (GMS-A) (الهادئ طفريًا) يطال جميع الأصول العرقية، وكان النوع الفرعي الثالث للطفرات العامة (GMS-C) (خسائر عدد النسخ)، وهو يقتصر على الأصول الإفريقية-الأوروبية، ينبئ بنتائج سيئة من الناحية الإكلينيكية.
لكن إلى جانب الفائدة الإكلينيكية، التي ستتأتّى من إدراج الأفراد الذين ينتمون إلى أصول إفريقية في هذا النوع من الأبحاث، فإنَّ الأنواع الفرعية للطفرات العالمية التي اكتشفها العلماء تكشف النقاب عن اختلاف المسارات التطورية، والعمليات الطفرية. وهذا يشير بدوره إلى أنَّ العوامل الوراثية والبيئية الشائعة تلعب دورًا واضحًا في التفاوت بين الأصول العرقية.
ومثل التفاعل بين الجينات والبيئة، الذي حدده العلماء في هذا البحث المنشور بأنَّه تأثير آخر للبيئة المحيطة لدى الأفراد ذوي الأصول المختلفة. والعكس صحيح؛ فقد توقع العلماء أنَّ الأنواع الفرعية للطفرات العالمية تعبر عن العمليات الطَفرية الداخلية والخارجية التي تحدث في الأورام السرطانية؛ ما يدعم دعوات إدماج الأفراد الذين ينتمون إلى الأصول العرقية على اختلافها في الدراسات العلمية الأساسية.
الشكل 1: الكثافة الطفرية في أورام البروستاتا لدى أفراد من أصول مختلفة. أ) توزيع الخلل الجسدي (رقم الحدث أو عدد الأزواج القاعدية) لسبع أنواع من الطفرات، في تسلسل الجينوم الكامل لـ 183 زوجًا من الورم والدم، تمثل: العدد= 61 أوروبيًا، العدد= 113 إفريقيًا، والعدد= 9 أفراد مختلطين. توضح مخططات الصندوق المتوسط (خط الوسط)، والنسب المئوية الـ25 والـ75 (حدود الصندوق)، و± 1.5 ضعف النطاق الربيعي (الشعيرات). ب) الأنواع المختلفة من العبء الطفري التي رصدها العلماء في هذه المجموعة. رتب العلماء العينات ترتيبًا مئويًا، ثم رتبوها بعد ذلك على أساس مجموع النسب المئوية لجميع الأنواع الطفرية المرصودة في كل مجموعة أصلية (على اليسار). على اليمين، يظهر معامل سبيرمان للارتباط بين الأنواع الطفرية، حيث يعبّر حجم النقطة عن حجم الارتباط، بينما يشير لون الخلفية إلى الأهمية الإحصائية لقيم معدل الاكتشاف الخاطئ (FDR).
كبر الصورة