حديث المهن
حيث أعمل وانشيِنج دجيانج
- Nature (2022)
- doi:10.1038/d41586-022-00564-y
- English article
- Published online:
Credit: Wu Huiyuan/Sixth Tone
أضطلع في أبحاثي بدراسة السلمندر الصيني العملاق Andrias davidianus، الذي يقطن حوض نهر يانجتسي الواقع في وسط الصين. هذا النوع بالتحديد مهدَّد بالانقراض في البرِيَّة جراء تدمير موئله الطبيعي، والإفراط في صيده، لا سيما بسبب شيوع استخدامه في الطب الصيني التقليدي. تطال أبحاثي السلمندر من جانبين، هما: الحفظ البيولوجي لهذا الكائن، وإيكولوجيته التطورية.
أظهر في هذه الصورة وأنا أطلق سلمندر صيني عملاق في نهر جولدِن ويب بمتنزه الغابة الوطني بمدينة زانجياجا في صباحٍ باكر من شهر سبتمبر عام 2021. كنت أنا وفريقي قد اصطدنا هذا السلمندر في الليلة السابقة لكي نقيس حجمه، ونجمع عينات من أنسجته لتحليلها وراثيًا.
بدأ شغفي بالحيوانات المائية منذ طفولتي، إذ نشأتُ في قرية ريفية بمقاطعة هُونان، وأتذكر أنني كنت أقضي معظم أوقات طفولتي في اللعب والصيد بجوار منزلي. جعلني ذلك أعرف موائل كافة أنواع الأسماك التي تقطن الأنهار والبحيرات المجاورة، كما أثار شغفي بدراسة إيكولوجيا الأنهار.
أعمل في الوقت الحالي أستاذًا مشاركًا في جامعة جِيشو، حيث أرأس فريقًا مختصًا بدراسة هذا النوع من السلمندر. تتميز حيوانات السلمندر البرِّي بالهدوء، كما أنها من الحيوانات الليلية التي تعيش في المناطق النائية، مما يجعل دراستها أمرًا محفوفًا بالعراقيل. لهذا، فقد حاول فريق العمل اللجوء إلى عدة طرق مبتكرة للوصول إلى هذه الحيوانات، مثل السير بطول ضفاف الأنهار حاملين المشاعل؛ لكي نتمكن من تصويرها تحت الماء. لكن هذه الطرق لم تُحقِّق النتائج المنشودة. وفي نهاية المطاف، اكتشفنا أن أفضل طريقة لاصطياد السلمندر البرِّي هي استخدام الأسماك الحية الصغيرة وكبد الدجاج في صورة طُعم. غالبًا ما نواجه تحديات عديدة في دراستنا للسلمندر، لكننا تعلمنا الصبر والاحتفاء بكل نجاح صغير نحققه.
كذلك، فقد علمتني دراسة السلمندر الصيني العملاق درسًا حياتيًا مهمًا، وهو كيف لنا أن نتأقلم ونتحلى بالمرونة كي نظل على قيد الحياة؛ فحيوانات السلمندر تنمو سريعًا عند توافر الغذاء؛ أما في حالات الندرة، فهي قادرة على الصمود لمدة تصل إلى أحد عشر شهرًا دون طعام. بالمثل، تشهد حياتي الشخصية والعملية نجاحات وإخفاقات متعاقبة، وهكذا، فإن تبني مثال السلمندر لهو بمثابة درسًا نافعًا.