موجزات مهنية

أصواتٌ من قلب إفريقيا

في الجزء الأول من سلسلةٍ تتألف من جزأين، أربعٌ من النساء يروين قصة مسيرتهن المهنية.

كيندال باول

  • Published online:

تواجه النساء الإفريقيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) جميع أنواع التحديات التي تواجهها النساء في تلك المجالات في أماكن أخرى، غير أنهن يعانين عوائق إضافية تعترض سبيل نجاحهن.

يروق لكثيرين وصف العلوم الأكاديمية في القارة الإفريقية بأنها تشبه الشركات الناشئة؛ فهي غالبًا ما تتطلَّب توفير بنيةٍ تحتية ومعداتٍ بدءً من الصفر، إلى جانب بناء قدرات فريق العمل، واعتماد وتيرة عمل متسارعة، مع العمل فتراتٍ قد تصل إلى 12 ساعة يوميًا أو 7 أيام أسبوعيًا.

وفي ظل محدودية الموارد اللازمة لإجراء الأبحاث، سواء أكانت موارد بشرية أو مالية أو متعلّقة بالبنية التحتية، يخوض الباحثون في جميع أنحاء القارة غمارَ معركةٍ شاقة لطرح مشروعاتهم ونشر أعمالهم البحثية. سألتْ دورية Nature ثماني نساء في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عن مسيرتهنّ المهنية وعن المشهد العلمي في بلدانهن. ونُورِد في ما يلي أربعًا من القصص التي روينها عن مسيرتهنّ، على أن نستكمل نشر القصص الأربع المتبقية في وقت لاحق.

 
اتخذتْ أديدجا أماني في صباها وزيرة تمكين المرأة في الكاميرون مثلًا أعلى لها.

اتخذتْ أديدجا أماني في صباها وزيرة تمكين المرأة في الكاميرون مثلًا أعلى لها. 

اتخذتْ أديدجا أماني في صباها وزيرة تمكين المرأة في الكاميرون مثلًا أعلى لها. 

أديدجا أماني

ضعي لنفسك أهدافًا واضحة في الحياة

لم يكن من السهل علىَّ أن أنشأ في بيئةٍ يتمتَّع فيها الرجال بقيمةٍ أكبر من النساء. كما أن العوامل الدينية والثقافية السائدة في المنطقة التي نشأتُ بها ترتَّب عليها أن عدد النساء اللائي يلتحقن بالجامعة أقل من عدد الرجال. تقدَّم لي كثيرٌ من الرجال يطلبون يدي للزواج عندما كنت في المرحلة الثانوية. ولحسن حظي لم أقبل بأيّهم رغم ما تعرَّضتُ له من ضغوطٍ.

كانت أمي تعاني مرضًا مزمنًا عندما كنت صغيرة، وهو ما شجعني على الالتحاق بكلية الطب في جامعة ياوندي الأولى. وقد فُزتُ في عام 2007 - وهو عامي الأخير في الجامعة - بمنحةٍ دراسية من مؤسسة فولبرايت الأمريكية، تتيح لي السعي للحصول على درجة الماجستير في الصحة العامة من جامعة ولاية جورجيا في أتلانتا. منحتني تلك التجربة فرصًا كثيرة للالتقاء بأشخاصٍ من جميع أنحاء العالم، وبناء شبكة من العلاقات، وتعزيز قدرتي على التحدث بلغتين.

كذلك أسهمت تلك التجربة في ترسيخ قناعتي بقيمة الصحة العامة وأهمية الاستثمار في مجال الوقاية من الأمراض. لذا، عندما عُدتُ إلى الكاميرون في عام 2010، كانت هناك حاجة ماسة إلى مهاراتي. فقد أراد اثنان من المديرين في وزارة الصحة العامة توظيفي بالوزارة. إذ بدا واضحًا أن البلد بحاجة إلى نوعية الموارد البشرية التي أُمثلها. وشاركت في مشروعٍ يهدف إلى تعزيز قدرات القوى العاملة في مجال الصحة العامة. بعد ذلك، عملت مديرةَ أحد برامج منظمة «سايت سيفرز» Sightsavers، وهي مؤسسة دولية غير حكومية. ثم عيَّنتني الوزارة من جديد لرئاسة الإدارة المختصة بصحة الأطفال وحديثي الولادة.

وكان اجتهادي في عملي وحفاظي على علاقاتي الطيبة مع الأشخاص في دائرة معارفي الركيزة الأساسية في نجاحي. وقد تواصلت مؤخرًا مع أحد المرشدين الأكاديميين الأمريكيين التماسًا لنصيحته، وأدرجتُ ما أشار عليَّ به في طلب منحة بخصوص التطعيمات في الكاميرون.

عندما كنت أصغر سنًا، نظرت إلى ياو عيساتو - التي شغلت آنذاك منصب وزيرة تمكين المرأة في الكاميرون - على أنها قدوتي ومثلي الأعلى. انحدرت عيساتو من مسقط رأسي نفسه، وكانت مسلمةً هي الأخرى. وتعلمتُ في أثناء الإجازات الصيفية حياكةَ الملابس وتصفيف الشعر؛ فتلك كانت الوظائف المتوقعة للنساء في بلادي. وفعلت ذلك احترامًا لوالديّ، لكن هاتفًا في داخلي ظل ينادي: "هذا العمل لا يناسبك". كنت أرى ذلك الاحترام الكبير الذي تحظى به السيدة عيساتو التي تشغل الآن منصب مديرة الاستثمار الوطني، فأتساءل قائلةً: "ما الذي يحملني على العمل مصففةً للشعر رغم أنني قادرةٌ على أن أكون مثلها؟".

يجب على النساء في سن الشباب تحديد وجهتهن في الحياة، بأن يتساءلن: ما الهدف الذي يسعين لتحقيقه؟ وبم يُردن أن يُعرفن؟ فعندما تتضح الوجهة التي يرغب المرء في الوصول إليها، يمكنه حينئذٍ تطبيق الآليات المناسبة للوصول إلى هدفه.

أضع في غرفة نومي لوحة لطموحاتي أُحدِّثها كل ستة أشهر. أكتب على هذه اللوحة أهدافي في الحياة - المنزل والسيارة اللذين أرغب في امتلاكهما - وأهدافي المتعلِّقة بالحفاظ على لياقتي البدنية. كما تشتمل هذه اللوحة أيضًا على أهدافي الأكاديمية، مثل "تأليف 25 عملًا بحثيًا بحلول نهاية فبراير من عام 2022"، وكذلك أولوياتي بشأن الأعمال البحثية التي أريد نشرها. وعندما أستيقظ من النوم، تكون هذه اللوحة أول ما تقع عليه عيناي، وساعتها أعلم أنه يتعيَّن عليَّ كتابة مقال معين.

من الصعب أن يتمكَّن المرء من تحقيق التوازن بين عمله وحياته الشخصية، ولكي أكون صادقةً معكم، لست متأكدةً من أنني أحقق ذلك التوازن كما ينبغي. فقد ضحيتُ بالكثير إذ انقطعتُ عن كل أشكال الترفيه، وصرتُ أعمل سبعة أيام في الأسبوع. كذلك اضطررت إلى أن أترك طفلي الأول، الذي يبلغ من العمر الآن 14 عامًا، مع أمي عندما سافرتُ إلى الولايات المتحدة. وفي الوقت الراهن يقيم طفلي الثاني، البالغ من العمر 3 أعوام، مع أمي في مدينة جيديه، مسقط رأسي، على بعد 1200 كيلومتر بالسيارة من العاصمة ياوندي.

يمكنني أن أقول إن الكلمة الأهم في قاموسي الوظيفي هي "التفويض"، فإذا لم أكن مضطرةً لأداء مهمةٍ بنفسي، فإنني أفوِّض آخرين لأدائها، بما في ذلك الموظفين أو خريجي كليات الطب أو الطلاب أو الباحثين المساعدين. حتى في ما يخصّ الأعمال المنزلية، مثل الواجبات المنزلية والطهي وخلافه، فإنني أيضًا أفوِّض أشخاصًا آخرين لإنجازها.

بحكم أنني امرأة تعيش في مثل هذه البيئة، فإن تطوير نفسي ليس بالسهل. فأنا مثلًا عضو في المعهد العالي لتعزيز الأبحاث المتّصلة بصحة المرأة، المعروف اختصارًا باسم اتحاد «HIGHER»، وهو شبكةٌ تضم مجموعة من الباحثات البارزات في الكاميرون. وفي كل عامٍ، نعقد ركن نقاش، نتحدَّث فيه عن الصعوبات والتحدِّيات ذات الصلة بمسائل عديدة مثل الزواج، والحياة الأسرية، والبحث الأكاديمي. وهو يمنحني فرصةً عظيمة للتعلم من أخطاءٍ وقع فيها غيري من النساء، ومن ثمَّ أتجَّنب الوقوع فيها.

هؤلاء النساء يرغبن في رؤية أخرياتٍ يُحققن تقدّمًا وارتقاءً، وقد حفزَّني هذا ولا يزال يستحث عزيمتي بقوة. أتولَّى في الوقت الحاليّ مهام الإشراف على ثلاثٍ من الباحثات الشابات. وعندما أرغب في كتابة أطروحة بحث أو تأليف ورقة بحثية، أدعوهنّ لكي يتعلّمن، وننشر أعمالًا مشتركة. من بين الباحثات اللائي أشرف عليهن سولانج نجو باما، وهي طبيبة رعاية أوَّلية في وزارة الصحة العامة تسعى للحصول على درجة الماجستير في علم الأوبئة. فرغتُ أنا ونجو باما من تأليف ثلاث مقالاتٍ تتناول التطعيم الشامل، وتلك المؤلفاتُ قيد مراجعة الأقران حاليًا. ويمكنني أن أقول إن الأشخاص المحيطين بي هم مصدر ثرائي الحقيقي.

أديدجا أماني مُحاضِرةٌ في جامعة ياوندي الأولى، وتشغل منصب نائبة مدير التطعيمات بوزارة الصحة العامة في العاصمة الكاميرونية ياوندي.

التضحياتُ الشخصية التي بذلتها عالمة الأحياء الدقيقة أمينة أحمد الإمام، تدعم أبحاثها في مجال الوقود الحيوي.

التضحياتُ الشخصية التي بذلتها عالمة الأحياء الدقيقة أمينة أحمد الإمام، تدعم أبحاثها في مجال الوقود الحيوي.

CARNATION CONSULTS

 

أمينة أحمد الإمام

حشد الموارد لتعزيز الأثر المنشود

كنتُ على وشك الانتهاء من دراساتي للحصول درجة الماجستير في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أحمدو بيلو بمدينة زاريا في نيجيريا عام 2007. وكنتُ حينذاك متزوجةً، كما كنت قد رُزقت بطفلي الأول. في تلك الأثناء، انتابني شعورٌ بأنه سيصعب عليَّ أن أكون باحثة وزوجة وأمًا في آنٍ واحد.

ومن واقع تجربتي كامرأةٍ إفريقية، فإن المسؤولية الأولى المُلقاة على عاتقك هي دورك كأم. هل ثمة دور آخر؟ حسنًا، أتمنى لكِ التوفيق، حتى لو كان شريك حياتك ذا شخصية متفهِّمة. فالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال تقع بأكملها على عاتق الأمهات بنسبة 100%. وهذا هو المعتاد في مجتمعنا ببساطة. وعندما تكونين باحثةً، يصير مشواركِ الوظيفي أصعب كثيرًا وتتاح لك موارد أقل، مقارنةً بما ينعم به الرجال. وفي مثل هذه الظروف، تصبحين بحاجةٍ إلى مجموعة من المهارات الخارقة.

عندما انتقلتُ إلى جامعة نوتنجهام في المملكة المتحدة عام 2013 لإكمال دراساتي من أجل نيل درجة الدكتوراه، اصطحبتُ معي أطفالي الثلاثة الذين كانوا دون السابعة من العمر. وكانت فترة عصيبة؛ فلا يوجد في الحقيقة وصفٌ آخر يليق بها. بيد أن صحبتهم كانت أيضًا مصدر فرح وسعادة لي. وكان زوجي يزورنا كثيرًا بقدر ما يستطيع، ويقدِّم لنا دعمًا ماليًا أتاح لي أن أدفع تكاليف رعاية الأطفال. تلك كانت الطريقة الوحيدة التي جعلت الأمر ممكنًا.

وعندما عُدتُ إلى نيجيريا، عُيِّنتُ مُحاضِرة، أتولَّى تدريس المقرَّرات للطلاب والإشراف عليهم أكاديميًا. ومن المنتظر مني أيضًا أن أبدأ إجراء أبحاث من شأنها أن تُفيد مجتمعنا المحلّي. تركز أبحاثي على إنتاج الكيماويات الصناعية والوقود باستخدام الكائنات الدقيقة. وأتولَّى بالفعل الإشراف على مجموعةٍ بحثيةٍ مؤلفةٍ من عدة طلاب، لكن الجامعة لا تقدم أي مُخصَّصات لتمويل الأبحاث. وإن حالف المرء الحظ، فقد يحصل على منحةٍ بحثية حكومية عن طريق الجامعة تبلغ قيمتها نحو 2000 دولار أمريكي. لكن هذا قلّما يحدث، إذ لا يُتاح كثير من المنح، كما أن المنافسة شديدة.

المعيار الأكثر أهمية للترقي في هذا المجال يتمثَّل في أبحاثك التي تُجريها، حتى إن لم تتوفر لديك الموارد أو الوقت المطلوب لتلك الأبحاث. وهذا لا يقتصر على الأوساط الأكاديمية. فمعظم بلدان القارة الإفريقية تعاني الفقر وتُناضل من أجل الحصول على الموارد اللازمة للرعاية الصحية، والبنية التحتية، والتعليم، وغير ذلك.

لذا، يتعيَّن علينا أن نتدبَّر أمرَنا بأنفسنا. صحيحٌ أننا نتقدَّم بطلبات للحصول على منح، لكننا نُنفق أيضًا من أموالنا الخاصة. يبلغ متوسط ​​راتب الأستاذ في الجامعات الفيدرالية في نيجيريا نحو 800 دولار أمريكي شهريًا، أما من هم أدنى في المرتبة العلمية فيحصلون على رواتب أقل. والجميع يُضطرون لتخصيص جزءٍ كبير من رواتبهم الشخصية لتمويل الأبحاث. فأنا، على سبيل المثال، قد أخصّص 2000 دولار لهذا الغرض في العام الواحد، وقد يخصص طالب الماجستير مبلغًا يتراوح بين 200 و300 دولار، في حين يخصص الطالب الذي لم يتخرَّج بعد مبلغًا يتراوح بين 100 و150 دولارًا. ويجني النيجيريون هذه المبالغ ليتدبروا شراء المواد الاستهلاكية والأجهزة الصغيرة للاستخدام المشترك.

نتعاون على نطاقٍ واسع، ونتشارك مع زملائنا في قسم الهندسة الأجهزةَ والمعدات. لكن ليس بوسعنا تحمّل تكاليف الأجهزة والمعدّات الأساسية اللازمة لمجال الأحياء الدقيقة مثل الحاضنة الهزازة الكبيرة، التي تتجاوز تكلفتها مجموع رواتبي على مدار أكثر من عامين، لذلك نتولَّى تصنيع ما نستطيع من أجهزة ومعدّات محليًا. ثم نضع معايير لتلك الأجهزة والمعدات لتفي بضوابط الجودة.

ولا شك أن الأبحاث التي نجريها ليست بمستوى التعمق والتأثير الذي نطمح إليه، رغم علمنا بقدرتنا على تحقيق ذلك. نفعل ذلك كله لأننا نسعى إلى نشر أبحاثنا في الدوريات العلمية المصنّفة في قاعدة بيانات «سكوبس» Scopus. كذلك تمثل تكلفة نشر أبحاثنا عائقًا آخر. ولذا، نرسل أبحاثنا إلى المجلات المجانية أو الدوريات مفتوحة المصدر التي لا تفرض رسومًا على النشر، ولكنها تستغرق وقتًا طويلًا لنشر أبحاثنا. ومما لا شك فيه أن هذا يشقُّ علينا ويحبط معنوياتنا، لكننا لا نكلّ عن المضي قدمًا. يمكنني القول بأننا لسنا سعداء بهذه التضحيات التي نبذلها لإجراء الأبحاث، لكننا نقدمها عن طيب خاطر.

نشرتُ دراساتٍ بحثية عن تلف المواد الغذائية، والميكروبات المسببة له، وكيفية الوقاية منه، بالإضافة إلى خصائص المجتمع الميكروبي لأحد مواقع التعدين بالاستعانة بأدواتٍ ميتاجينومية. وبالأخص، أفخر بدراساتنا المعنيّة بتحديد خصائص هذا المجتمع الميكروبي؛ فإجراء ذلك النوع من الأبحاث هو المتاح لنا، وإن لم تسمح لنا الظروف بذلك كثيرًا.

جامعتنا مقامةٌ على أرضٍ لا تعاني إطلاقًا نقصًا في مواد الكتلة الحيوية، وهي مواد يمكننا استخدامها لصنع أنواع الوقود الحيوي، لكن التجهيزات والمعدّات الأساسية اللازمة لإنتاج الوقود الحيوي تكلفنا كثيرًا من الأموال. وقد تقدَّمنا ​​بطلبٍ للحصول على إحدى المنح الحكومية لكننا لم نُوفَّق، ومع ذلك سنستمر في المحاولة.

يخشى كثيرٌ من الناس في نيجيريا على سلامتهم في ظلّ استمرار جرائم العنف وحوادث الاختطاف هناك. لذا، تبذل الجامعات قصارى جهدها لتعزيز الأمن من خلال تعيين مزيدٍ من الحرس الجامعي، وتركيب كاميرات في المناطق الاستراتيجية بالحرم الجامعي. ومن جانبنا، نحرص على عدم التأخر في العمل. كما نتجنَّب الأماكن المعزولة، ونصلّي ونبتهل كثيرًا طلبًا للسلامة.

تعاني نيجيريا ارتفاعًا حادًا في نسب العاطلين عن العمل بين صفوف الشباب. ودائمًا ما أنصح الطلاب الذين يتخصَّصون في دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بأن يتعلَّموا مهارات التكنولوجيا الرقمية حتى يتوفر لهم مزيد من الفرص. فإن أرادوا مواصلة مسيرتهم المهنية حتى الحصول على درجةٍ علمية متقدمة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، أنصحهم بأن يحصلوا على أكبر عددٍ ممكن من الدورات التدريبية في المجالات ذات الصلة من أجل تعظيم فرصهم في الحصول على منحةٍ للدراسة في الخارج أو في داخل البلاد.

في الحقيقة، كوني امرأةً تعمل في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في هذا الجزء من القارة الإفريقية لهو أمر شاق. فأحيانًا تصل ساعاتُ عملي اليومية إلى 12 ساعة على مدار عدة أسابيع متتالية. وعندما أعود إلى المنزل في السادسة أو السابعة مساءً، أجد أنه لا يزال أمامي طهي العشاء، ومساعدة أطفالي على أداء واجباتهم المدرسية، وتهيئتهم للنوم. ومن حسن حظي أن لدي زوجًا متعاونًا وداعمًا يشاركني في رعاية الأطفال. ورغم ذلك، قلَّما يتوفر لدي ما أحتاجه من وقت إضافي لطلب المنح، والذي يصل إلى 20 ساعة أو أكثر. فكيف لي أن أدبر الوقت اللازم لحضور مؤتمراتٍ أو كتابة أوراقٍ بحثية؟ لا مفرّ من أن نهتم بأشياءٍ على حساب أشياءٍ أخرى، فكلما زاد الوقت الذي نُنفقه في الأعمال المنزلية، قلَّ الوقت الذي نُخصِّصه لمسيرتنا المهنية. وكل هذه الأمور تُرسِّخ الفكرة القائلة بأن المرأة تفتقر إلى القدرة أو الكفاءة، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.

تزداد الأعباء بشكلٍ ملحوظٍ على عاتق الأمهات في المجتمعات الأكثر تمسكًا بالتقاليد. صحيحٌ أننا نُنفق حياتنا كلها حرفيًا في العمل بكد، لكن للأسف لا يمكنني أن أدرج في سيرتي الذاتية نجاحي في تربية أربعة أطفال، كما لا أتوقّع أن أحظى بالتقدير مقابل ذلك.

أخيرًا، أستطيع القول بأن العمل في وظيفة أكاديمية رائع رغم كل ذلك. وفي رأيي الشخصي، لا توجد وظيفةٌ أخرى يمكن أن تلعب هذا الدور الحيوي المباشر في بناء المستقبل. إنها لتجربة ممتعٌة للغاية أن يختبر المرء لحظات الاكتشاف في المختبر. كما أن أطفالي يحبّون العلوم مثلي تمامًا، وقد فازت ابنتي مؤخرًا بجائزة "علماء المستقبل" في مدرستها الابتدائية. لذا، أقول نعم، الأمر يستحق كل هذا العناء.

أمينة أحمد الإمام مُحاضِرةٌ أولى في علم الأحياء الدقيقة بجامعة إيلورين في نيجيريا.

 
استمدَّت بونتشو ماروبينج الدعم من شبكات علاقاتها مع نساءٍ محترفاتٍ تجمعهنّ اهتماماتٌ مشتركة.

استمدَّت بونتشو ماروبينج الدعم من شبكات علاقاتها مع نساءٍ محترفاتٍ تجمعهنّ اهتماماتٌ مشتركة.

Credit: Mintek

بونتشو ماروبينج

إدارة توقّعات الزملاء

بدأتُ مسيرتي المهنية في قطاع التعدين بجنوب إفريقيا، ولكن عندما تحوَّلت البلاد إلى نظام الحكم الديمقراطي عام 1994، أردتُ أن أُسهِم في إعادة بناء نظامنا العلمي. فشاركت في تطوير برنامج الفضاء الوطني، وحصلت على درجة الماجستير في هندسة أنظمة الفضاء من جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا. وتِبع ذلك حصولي على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) في لوزان بسويسرا.

بدأتُ العمل لدى وكالة الابتكار التكنولوجي في جنوب إفريقيا لدعم المبتكرين والشركات الناشئة التي تعمل في مجال التكنولوجيا، عن طريق تقديم التمويل لهما في المراحل المبكرة. بعد ذلك، انضممتُ قبل خمس سنوات إلى مرصد علم الفلك الراديوي الجنوب إفريقي (SARAO)، والذي يقع مقرّه في مدينة كيب تاون، حيث ترأَّستُ إدارة التسويق التجاري، وتمحور عملي حول إيجاد تطبيقاتٍ أخرى للتقنيات التي استُخدمت في بناء التلسكوب الراديوي التابع للمرصد. وبحكم منصبي الحاليّ كنائبةٍ للمدير العام، أتولَّى كذلك مسؤولية إدارة الموارد البشرية، والشؤون المالية، والبنية التحتية الحوسبية، والعمليات التشغيلية الخاصة بالتلسكوب.

وقد عملتُ في بعض القطاعات التي تتسم بأكبر هيمنة للرجال. وثمة ضرورات عديدة للتغلب على التحيز بسبب العرق أو النوع الجنسي. من بين هذه الأشياء إنجاز العمل المُسنَد إليك، والتزامك الكامل، وتحقيقك الأهداف المطلوبة منك. فعندما تتمكَّن المرأة من تقديم أو تنفيذ ما هو مطلوب منها، سيصير ممكنًا القضاء على تحيزات الآخرين.

ومن بين ما يُعينك على ذلك أن يكون لديك مرشدون وموجّهون أكفاء. فمثلًا استطاعت أول مديرة لي في مشواري الوظيفي اكتشاف ما أتمتع به من ملكاتٍ قيادية. ومن ثمَّ، أسندت إليَّ إدارة فريق عمل في وقت مبكر من مسيرتي المهنية.

وعند طلب النصيحة من هؤلاء المرشدين والموجهين، أحرص على أن أكون مُحدَّدة للغاية، بمعنى أنني لا ألجأ إليهم إلا في الأمور التي يمكن أن تكون لديهم رؤىً ثاقبة بشأنها، وليس لمجرد مناقشة أفكاري بشكلٍ عام معهم.

في مرحلةٍ لاحقة من مسيرتي المهنية، وبصفتي المرأة الوحيدة التي تشغل منصبًا قياديًا في مكان عملي، كان من الأهمية بمكان إدارة توقعات زملائي، إذ تتوقع الزميلات أن أكون دائمًا في صفهنّ، بينما يتوقع الزملاء أن أوافقهم الرأي دومًا. وبالتأكيد تلزمني الشجاعة للتحدث عن بعض الأمور المهمة، والتجاوز عن أمورٍ أخرى في بعض الأحيان. على سبيل المثال، أحرص على الإكثار من الحديث عن التنوع وتمثيل مختلف الطوائف على نحوٍ يفوق كثيرًا حديثي عن مساحات المكاتب التي تبدو دون المستوى الأمثل.

ويبدي بعض أعضاء فريقي حماسًا كبيرًا تجاه تنمية المجتمع المحلي، وأجدني أدعمهم بشدة نظرًا إلى أنني أتفهم دوافعهم.

في وقتٍ من الأوقات، كنت كثيرة الأسفار. ووجدت آنذاك صعوبة في التأكّد من توفير الرعاية المناسبة لابنتي الصغيرة. إلا أنه من الأهمية بمكانٍ أيضًا أن ترى ابنتي أمها تعمل في وظائفٍ لا تشغلها النساء عادةً في بلادي، وأن أساعدها على أن تدرك أن بمقدورها العمل في أي وظيفة تريد. إن السياسات التي عملتُ على وضعها تعني أن نساء الأجيال القادمة سيحظين بفرصٍ كثيرة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لم تكن متاحة للمرأة في الأجيال السابقة.

وعلى مدار الجزء الأعظم من مسيرتي المهنية، كنت أحصل على استراحة غداء متأخرة حتى يتسنَّى لي اصطحاب ابنتي من المدرسة ثم العودة إلى العمل بعد ذلك. كذلك كنتُ أجمع ما بين الذهاب في رحلات العمل وحضور مباريات الهوكي التي تشارك بها ابنتي. وأتاح لي ذلك توطيد ارتباطي بابنتي وجعلني أمارس دوري كأم عن كثب.

ليس بمقدور الأمهات العاملات أن يبلغن الكمال مهما سعين وراءه؛ فأنتِ لا تستطيعين القيام بكل شيء بشكلٍ سليم تمامًا. وقد اعتدتُ المزاح مع نظرائي من الرجال بقولي: "أنا أيضًا بحاجةٍ إلى زوجة!". فبالتأكيد هم لا يدركون أن ثمة مهام تعجز زوجاتهم عن الاضطلاع بها، لأنهن يتحملن الجزء الأكبر من المسؤوليات الأسرية. ومما لا شك فيه أننا بحاجةٍ إلى بذل المزيد من الجهود كي نخلق بيئات عمل تُمكِّن المرأة من التوفيق بين وظيفتها وحياتها الأسرية.

ولا شكّ أن بعض الأمور البسيطة يمكن أن تساعد المرأة على مواصلة مسيرتها المهنية في المجال العلمي. من بينها، تخصيص المنح للباحثات وليس للمؤسسات، ليُتاح لهن قدرٌ أكبر من المرونة للحصول على إجازة من العمل أو الانتقال إلى مؤسسةٍ أخرى دون المخاطرة بفقدان التمويل المخصَّص لهن.

يراودني أحيانًا شعورٌ بالوحدة في ظلّ عدم وجود نساءٍ أخريات يشغلن وظائف كبرى في محيط عملي. ولهذا السبب أنشأتُ شبكةً تضم مجموعةً من النساء المحترفات في مؤسساتٍ أخرى. وأتناقش مع هؤلاء النساء في قضايا كثيرة، منها على سبيل المثال ذلك الموقف الذي تعرَّضتُ له عندما وافق زميلٌ على مشروعٍ معين في بادئ الأمر، ثم فاجأني باعتراضه عليه أمام اجتماع اللجنة بكامل هيئتها. أظن أنه لم يكن لِيفعل ذلك لو كنتُ رجلًا. وهذا قادني إلى طرح السؤال التالي على هؤلاء النساء: "هل تحدث مثل هذه الأمور حقًا، أم يُهيأ لي أنها تحدث؟" في أثناء الجائحة، اقترحتُ أن يُقدِّم مرصدُ علم الفلك الراديوي الجنوب إفريقي خدمات الإرشاد النفسي لجميع الموظفين وعائلاتهم. وأشار بعضُ الزملاء إلى أن العاملين بمؤسستي بمقدورهم زيارة الطبيب الخاص بهم إن أرادوا ذلك، فكان ردي أنه ليس بمقدور الجميع الحصول على مثل هذا النوع من الخدمات. كما أشاروا إلى أن البعض لن يطلب المساعدة لأن ذلك قد يدل على ضعف من جانبهم، ولكنني أرى، على النقيض من ذلك، أنه عندما يُقر المرء بعجزه عن التعامل مع واقعه، فإن ذلك يُعدُّ في الحقيقة أحد مظاهر القوة.

وعندما تُتاح للنساء من شباب العاملين الفرصة لقيادة مشروعٍ جديد، أنصحهن بالموافقة على ذلك؛ فالأوقات التي قبلت فيها التحديات والصعوبات هي عينُها التي أتاحت لي أعظم فرص النمو والتقدم في مسيرتي المهنية. وصحيحٌ أنني أخفقتُ في بعض الأحيان، لكنني كنت أتعلَّم من تلك التجارب. لذا، عليكِ أن تقولي لنفسك: "سوف أكون على قدر المسؤولية، وسأنجح في إدارة فريقي". بصفةٍ عامة، يمكنكِ أن تتعلَّمي وستجدين كثيرًا من المساعدة من المحيطين بكِ، ما لم يكن الاضطلاع بهذه المهمة يفوق قدراتك، أو مؤهلاتك العلمية.

بونتشو ماروبينج نائبة المدير العام للعمليات التشغيلية والأعمال التجارية في مرصد علم الفلك الراديوي الجنوب إفريقي في كيب تاون.

تستخدم أنجيلا تابيري وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الفتيات على متابعة مسيرتهن المهنية في مجال الرياضيات.

تستخدم أنجيلا تابيري وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الفتيات على متابعة مسيرتهن المهنية في مجال الرياضيات.

ANGELA TABIRI

أنجيلا تابيري

لا يمكنك أن تصبح ما لا تراه

تخرجتُ في جامعة غانا بأكرا وحصلتُ على درجةٍ علمية تجمع بين الاقتصاد والرياضيات، ثم أخبرني أحد المرشدين الأكاديميين عن فرصةٍ دراسية لنيل درجة الماجستير في المعهد الإفريقي للعلوم الرياضية (AIMS)، وهو معهد يضم شبكةً من مراكز التميُّز المنتشرة في أنحاء القارة الإفريقية، وكان قد افتتح للتو موقعًا له في أكرا.

تلك الخطوة كانت نقطة تحوُّل في مسيرتي المهنية. كان هذا يشبه الانغماس في بيئةٍ تعليمية على مدار 24 ساعة. فقد جلب المعهد مُحاضِرين مشهورين من شتى أنحاء العالم للإقامة هناك، وتدريس دوراتٍ مكثفة مدة الواحدة منها ثلاثة أسابيع. وكانت تجربة شاقة، إذ كان مطلوبًا تسليم الواجبات والتكليفات يوم السبت من كل أسبوع عند منتصف الليل. لكنني أحب إنجاز المهام الصعبة. وساعدني هذا التدريب أيضًا على اكتساب المهارات الرقمية ومهارات العروض التقديمية.

قررتُ أن أتقدم بطلب إلى جامعة جلاسجو بالمملكة المتحدة للسعي إلى خوض دراسات نيل درجة الدكتوراه هناك، لكن ذلك عنى أنني سأحتاج إلى تمويل. ولذا، تقدمت بطلبٍ بالانضمام إلى زمالة برنامج «هيئة تدريس أجيال المستقبل»  Faculty for the Future  الذي تقدمه مؤسسة شلمبرجير، ونجحت في الانضمام إلى هذه الزمالة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المؤسسة توفر التمويل للنساء من البلدان منخفضة الدخل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بهدف تمكينهنّ من الدراسة في جامعات رائدة حول العالم. وتبحث المؤسسة عادةً عن نساء يتمتعن بقدراتٍ قيادية، أي إنها تشترط أن يكُنَّ متميزاتٍ أكاديميًا، وأن يُظهِرن التزامًا بتعزيز دور المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في بلدانهن.

أخذتْ مهاراتي وقدراتي تنمو وتتطوَّر بشكلٍ كبير في جلاسجو. وأدركتُ أيضًا قوة وسائل التواصل الاجتماعي واستخدمتُها في تسليط الضوء على أبحاثي والترويج لها على شبكة الإنترنت. فثمة جمهورٌ على هذه المواقع يريد أن يتجاوز الفكرة السائدة القائلة بأن "الرياضيات مادةٌ صعبة".

أطلقتُ مبادرةً تُسمى «عالمات الرياضيات الإفريقيات» Femafricmaths لأنني لم أرَ كثيرًا من علماء الرياضيات من ذوي البشرة الملونة، بالأخص من النساء، فهذا ليس معهودًا بالنسبة لمعظم الفتيات في إفريقيا. تضم هذه المبادرة شبكةً من عالمات الرياضيات الإفريقيات اللائي يُلقين الضوء على مساراتهن المهنية المختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويُشجعن الفتيات على دراسة الرياضيات في المدارس. فالرؤية التي تتمحور حولها المبادرةُ هي مساعدة الفتيات الصغيرات على تعزيز ثقتهن بأنفسهن من أجل خوض مسارٍ مهني في مجال الرياضيات وغيره من المجالات ذات الصلة.

في عام 2019، عُدتُ إلى غانا والتحقتُ بوظيفةٍ مناسبة كباحثةٍ لمرحلة ما بعد الدكتوراه في المعهد الإفريقي للعلوم الرياضية. وفي كثيرٍ من الأحيان، لا سيّما في مجال الرياضيات، أمكن أن أجد نفسي المرأة الوحيدة ضمن فريق العمل، ما يعني أنه يتعيَّن عليَّ أن أُبدِي نوعًا من الحزم والصرامة. ففي أثناء اشتغالي بالتدريس، كان الطلاب ينادونني بـ"السيدة فلانة" بدلًا من استخدام لقب "الدكتورة". كما كان لزملائي تعليقاتٍ عديدة بخصوص إمكانية زواجي وتكوين أسرة، وقالوا إنني قد لا أتزوج أبدًا. فثمة ضغوطٌ ثقافية تتلخص في السؤال التالي: "ما الذي تفعلينه بمنافستك الرجال في مجالٍ حكرٍ عليهم؟ يفترض بك أن تلزمي مكانكِ في المطبخ".

وعلى المرأة أن تدرك أن لها صوتًا. سيجد الناس دائمًا طرقًا عديدة للتنمر عليكِ أو الانتقاص من شأنكِ. إلا أنني أشعر بحاجة إلى التعبير عن نفسي وإلى الجهر بآرائي مهما كانت البيئة التي أعيش فيها.

عندما تُحددين هدفك، انحتي لنفسك مكانةً خاصة. فأنا مثلًا متميزةً في علم الجبر، كما أجيد أيضًا التواصل العلمي ومساعدة الفتيات على متابعة دراستهن في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. لذلك، طوَّرتُ نفسي في تلك المجالات، ومن ثمَّ يمكنني أن أسهم بكثير من النفع لغيري. عليكِ أن تبحثي عن صوتكِ، وتطوِّري مهاراتكِ. بعد ذلك، عندما ينتقص الناس من قدراتك لمجرد أنكِ امرأة، دعي نجاحاتك تتحدث نيابةً عنك.

من بين تحدِّيات العمل في أبحاث الرياضيات المجردة، أن يظلّ المرء محتفظًا بحماسه. ولذا، أحرص على تحفيز نفسي دائمًا بأن أبحاثي ستُسهم في بناء التكنولوجيا بعد 100 عام من الآن، وهذا يتطلب مني التأكد من صحة عملي ودقته، ليُستعان به عند الاحتياج إليه. أشتغل أيضًا بتدريس الرياضيات البحتة للأشخاص الذين يريدون أن يصبحوا مهندسين وعلماء كمبيوتر، فهم بحاجة إلى تعليم جيّد.

العمل في مجال أبحاث الرياضيات شاق، فعليكِ التحلّي بالصبر والعزيمة على نحوٍ يجعلك قادرة على العودة مرارًا وتكرارًا إلى المسألة نفسها وتجريب حلّها بطرقٍ مختلفة. وربما تقضين سنواتٍ دون الوصول إلى الحل. لكن عندما تكتشفين الحل أخيرًا، وتفلح إحدى محاولاتك في نهاية المطاف، فلا أجد كلماتٍ يمكن أن تصف كيف سيكون شعوركِ حينها.

 

أنجيلا تابيري باحثةٌ مشاركة في تخصُّص الجبر الكمومي بالمعهد الإفريقي للعلوم الرياضية بالعاصمة الغانية أكرا.