ملخصات كتب

ملخصات الكتب

يقدِّم أندرو روبنسون ملخصات لخمسة كتب علمية منتقاة.

أندرو روبنسون

  • Published online:

"الغريزة الاجتماعية" The Social Instinct

نيكولا ريهاني، دار نشر "جوناثان كيب" (2021)

إن التعاون سيف ذو حدين؛ إذ تجده سيِّد الموقف إِبَّان الحرب العالمية الثانية؛ حيث أَعْلَتْ الدول الشمولية من مبدأ التعاون بين أبناء الوطن الواحد، بينما تآزرت الدول الديمقراطية فيما بينها، في حين كان العمل يدًا بيد خلال الفترة التي أعقبت الحرب هو نفسه أحد العوامل التي مهَّدت الطريق لتأسيس هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، وتحقيق المساواة بين الجنسين. من هنا ترى عالِمة النفْس نيكولا ريهاني أنَّ التعاون هو مجرد وسيلة، بإمكانها أن تعود بالنفع إذا استُغِلَّت استغلالًا حسنًا، ولكنها أيضًا قادرة على إحلال الدمار إذا "وقعت في الأيدي الخطأ، أو أُسيء استغلالها". وفي هذا الصدد، تطرح ريهاني في كتابها تحليلًا شيِّقًا لظاهرة التعاون، يأخذنا في رحلةٍ ننتقل فيها من دهاليز عِلم الوراثة إلى أروقة عالَم السياسة، ومن واقِع الفرد إلى المشهد الدولي، الذي تتصدره قضايا متعددة، من بينها جائحة "كوفيد-19". 

"من الجذور إلى البذور" Roots to Seeds

ستيفن إيه. هاريس، دار نشر مكتبة بودليان (2021)

تأسست الحديقة النباتية بجامعة أكسفورد في عام 1621، وسُميَّت باسم "حديقة الأعشاب الطبية"، تيمُّنًا بدورها المأمول في دعم جهود التدريب الطبي. ويَذكُر عالِم النبات ستيفن هاريس أن أحد النباتات الأُولى التي زُرِعت في الحديقة كان نبات "اليبروح"  mandrake، الذي كان يُعتقَد أنه يُطلِق صرخة استغاثة حادة إذا ما اقتُلِع من الأرض؛ لمّا كانت جذوره تنمو على شكل إنسان ضئيل الحجم في حالة ذُعر. يأتي كتاب هاريس، الذي يسرد تاريخ الحديقة، والصادر بالتزامن مع معرض تُقِيمه مكتبة بودليان في نفس الصدد، زاخرًا بمجموعة متنوعة من الرسوم التوضيحية والصور. وإضافةً إلى صبغته المرجعية، وأسلوبه الجذاب، فإن الكتاب يتميز أيضًا بصدق تعبير مؤلِفه، الذي يتجلى في تعليقٍ يقول فيه: "لم تكن جهود جامعة أكسفورد في مجال إنتاج المعرفة النباتية ونشرها على مدى أربعة قرون مُرْضيَةً على طول الخط".

 

"الهندسة المعمارية" Architecture

برناباس كالدِر، دار نشر "بيليكان" (2021)

تُشَكِّل الانبعاثات الناتجة عن تشييد المباني وتشغيلها 39% من حجم انبعاثات الغازات الدفيئة التي يتسبب فيها الإنسان على مستوى العالَم، وذلك وفقًا لما أورده المؤرِّخ بارناباس كالدِر في إطار سرده المؤثِّر والمُقلِق لتاريخ العلاقة بين الهندسة المعمارية والطاقة منذ القِدم. وعلى سبيل المثال، استهلك بناء هرم الجيزة الأكبر في مصر طاقةً أقل من تلك التي قد يستهلكها سبعة من سكان الولايات المتحدة في العصر الحديث على مدى حياتهم؛ إذ يُعتبَر الحجر أفضل 25 مرة من الخرسانة لدى قياس نسبة صلابته إلى حجم البصمة الكربونية التي يُخلِّفها. ومن هذا المُنطلَق، يدعو كالدِر المعماريين إلى وقف اعتمادهم على الوقود الأحفوري من خلال الالتفات إلى الدروس المعمارية التي تُقَدِّمها لهم حضارات من الماضي، ومن بينها حضارة روما القديمة.

"لا تمسح السبورة" Do Not Erase

جيسيكا وين، دار نشر جامعة برينستون (2021)

تتصدر سبورة مُكتَظة بمعادلات رياضية كَتبَها ألبرت أينشتاين أحد المتاحف في مدينة أكسفورد بالمملكة المتحدة. والمفارَقة في الأمر أن أينشتاين نفسه عارَض الإبقاء على هذه السبورة، في حين رحَّب 111 عالِمًا من علماء الرياضيات بالتقاط جيسيكا وين صورًا لسبوراتهم شديدة التنوع. كانت الأبسط من بين هذه الصور، صورة لسبورة تاداشي توكييدا. تَظهَر في الصورة دائرة، رُسِم إطارها باللون الأبيض على خلفية السبورة السوداء، وكُتِبت تحتها كلمة "أبيض". وفي نفس الصورة، تظهر دائرة ثانية، مُظلَّلة بالأبيض، وكُتِبت تحتها كلمة "أسود". يُشَبِّه توكييدا مشاهَدة سبورة أثناء الكتابة عليها بالطباشير بالاستماع إلى مقطوعة موسيقية، "كل نوتة منها على حدة". إنّ هذا الكتاب يتميز بالبساطة والإبداع، وإنْ كان مربكًا بعض الشيء.

 

"أرواح برِّية" Wild Souls

إيما ماريس، دار نشر بلومزبري (2021)

تستهل إيما ماريس، الكاتِبة المتخصصة في مجال البيئة، دراستها الخلابة عن التفاعلات بين الحيوانات البرِّية والبشر بوصف تفاصيل رحلة، اتجه فيها دعاة الحفاظ على البيئة إلى محمية في هاواي على متن طائرة هليكوبتر. كان الهدف من رحلتهم هو محاولة إنقاذ ثمانية أنواع من الطيور المُهدَّدة بسبب تدخلات بشرية، من بينها جلب البشر لفيروسات تنتقل عن طريق البعوض عندما وفدوا إلى هذه المحمية بِسُفُنهم في عام 1826. تتطرق الكاتبة أيضًا إلى الحديث عن حيوانات البيلبي الأسترالية، والقرود البيروفية، والذئاب التي أعيد دمجها في البيئة بولاية أوريجون الأمريكية. وتتساءل ماريس: "إذا كانت النُّظُم البيئية قد بُنيت على ركام الموت"، فأيّ الحيوانات "البرِّية" يُفترض الحفاظ عليه، وأيها يُترك للموت؟