ملخصات الأبحاث

حمض نووي في رواسب بليستوسينية يكشف أحداث تطور وانقراض أشباه البشر والحيوانات

.E. Zavala et al

  • Published online:

يُعَد كهف دينيسوفا جنوبيّ سيبيريا المنطقة التي اشتُقت منها تسمية إنسان دينيسوفا، الذي يمثل مجموعة قديمة من أشباه البشر، جمعتها قَرابة تطوُّرية بإنسان النياندرتال. ومع ذلك،  وجد الباحثون بقايا تعود إلى إنسان النياندرتال أيضًا من بين 12 من بقايا أشباه البشر، استخرجوها من رواسب الكهف، إضافةً إلى طفل لأبوين، أحدهما من نوع النياندرتال، والآخر من أشباه بشر دينيسوفا. وهو ما يشير إلى أنَّ كهف دينيسوفا كان منطقةً اختلط فيها هذان النوعان القديمان من أشباه البشر، بيد أنه لا تزال هناك شكوك قائمة حول الترتيب الزمني الذي ظهرت به هاتان المجموعتان في هذا الموقع، وحول السياق الزمني والبيئي لوجود أشباه البشر في هذا الكهف، وطبيعة علاقة بعض أشباه البشر بعينات أثرية جُمعت من هناك.

وفي هذا البحث المنشور، يعلن الباحثون نتيجة تحليل الحمض النووي لـ728 عينة رسوبية، أمكن جمعها عبر ما يُشبه شبكة من عمليات التنقيب في طبقات تعود إلى حقبة البليستوسين، إذ استطاع الباحثون استخلاص حمض نووي جاء من ميتوكوندريا، واكتُشف في 685 عينة حيوانية قديمة، و175 عينة لأشباه بشر. وقد جاء الدليل الأقدم على الحمض النووي لميتوكوندريا أشباه البشر من إنسان دينيسوفا من أدوات حجرية تعود إلى بدايات العصر الحجري القديم الأوسط، أُودعت في رواسب قبل فترة تتراوح تقريبًا بين 250 ألف إلى 170 ألف سنة، في حين ظهر الحمض النووي لميتوكوندريا إنسان النياندرتال للمرة الأولى قرب نهاية هذه الفترة.

وإضافة إلى ذلك، فقد رصد الباحثون تغيرات متعاقبة في الحمض النووي لميتوكوندريا إنسان دينيسوفا، تزامنت مع تغيرات في تركيب الحمض النووي لميتوكوندريا الحيوانات؛ واستطاع العلماء العثور على دليل يوضح أنَّ إنسان دينيسوفا وإنسان النياندرتال قد استوطنا الموقع بصورة متكررة، ربما إلى وقتٍ في بداية العصر الحجري القديم الأعلى الأول، قبل ما لا يقل عن 45 ألف سنة، أو إلى وقت بعد ذلك التاريخ، حين سجلت الرواسب أقدم أثر للحمض النووي لميتوكوندريا الإنسان الحديث.