ملخصات الأبحاث

مجهريات البقعة تُنظّم السلوك الاجتماعي عبر استجابات عصبية للإجهاد

.W. Wu et al

  • Published online:

تلعب التفاعلات الاجتماعية بين الحيوانات دورًا وسيطًا في تنظيم بعض سلوكياتها الأساسية (مثل التزاوج، ورعاية الصغار، والسلوكيات الدفاعية). وعلى سبيل المثال، تسهم مجهريات البقعة المعوية في النشاط الاجتماعي بين الفئران، بيد أنَّ طبيعة الروابط بين الأمعاء والدماغ، التي تتولى تنظيم هذا السلوك المعقد، إضافة إلى الأساس العصبي الكامن وراء هذا السلوك يكتنفهما الغموض.

وفي هذا البحث المنشور، يبين العلماء أنَّ الميكروبيوم يضبط نشاط الخلايا العصبية في مناطق معينة من أدمغة ذكور الفئران؛ لتنظيم الاستجابات النمطية للإجهاد، وضبط السلوكيات الاجتماعية. وبناءً على النتائج التي توصل إليها العلماء، فإن الانحراف عن الأنماط الاجتماعية التقليدية عند الفئران التي تخلو من الجراثيم، وتلك التي تلقّت جرعات من المضادات الحيوية، يرتبط بارتفاع معدلات هرمون الإجهاد "كورتيكوستيرون"، الذي يُنتَج بصورة أساسية عبر تنشيط المحور العصبي الذي يصل بين أسفل المهاد (الوطاء)، والغدة النخامية والغدة الكظرية، المعروف اختصارًا بـ(المحور الوطائي النخامي الكظري) HPA، في حين يلعب استئصال الكظر، أو مناهضة مستقبلات الهرمونات القشرية السكرية، أو التثبيط الدوائي لعملية تخليق هرمون "الكورتيكوستيرون"، دورًا فعالًا في تصحيح صور الخلل الاجتماعي، عقب نضوب الميكروبيوم. 

وإضافة إلى ذلك، يشير الباحثون إلى أن الاجتثاث الجيني لمستقبلات الهرمونات القشرية السكرية في مناطق معينة من الدماغ، أو التعطيل الجيني الكيميائي لنشاط الخلايا العصبية في النواة تحت المهادية المجاورة لبطين الدماغ، المسؤولة عن إنتاج الهرمون المطلق لموجهة القشرة (CRH)، يعالج أوجه قصور السلوك الاجتماعي عند الفئران التي عُولجت بالمضادات الحيوية. وعلى النقيض مما سبق، فإنَّ استهداف تنشيط الخلايا العصبية التي تعبر عن الهرمون المطلق لموجهة القشرة في النواة المجاورة لبطين الدماغ يُحِّفز نشوء أوجه قصور في السلوك الاجتماعي عند الفئران التي تملك ميكروبيومًا طبيعيًّا.

ومن خلال تحديد خصائص ميكروبيومات الفئران، وعمليات انتخاب لبعض مجهريات البقعة داخل الجسم الحي في هذه الفئران، استطاع العلماء تحديد نوع من البكتيريا (هو البكتيريا المكورة المعوية البرازية Enterococcus faecalis)، يُعَد مسؤولًا عن تعزيز النشاط الاجتماعي، وخفض مستويات هرمون الإجهاد "كورتيكوستيرون" لدى الفئران، عقب تعرُّضها للضغط الاجتماعي. وبناءً عليه، تشير تلك الدراسات إلى قدرة أنواع معينة من البكتيريا المعوية على كبت تنشيط المحور الوطائي النخامي الكظري، كما تبرهن على قدرة الميكروبيوم على التأثير في السلوكيات الاجتماعية، من خلال دوائر عصبية مختلفة تلعب دور الوسيط في الاستجابات للإجهاد داخل الدماغ.