عمود

كيف تتجنب الوقوع في معضلة اختلاف المناطق الزمنية؟

جدير بالقائمين على تنظيم المؤتمرات الافتراضية أن يضعوا في اعتبارهم وجود بعض المشاركين في مناطق زمنية مختلفة حول العالم.

جيف جودهيل

  • Published online:

ADAPTED FROM GETTY

بالعودة إلى عام 2019، نجد أن السفر لحضور أحد المؤتمرات في بلد يقع على بُعْد عدة نطاقات زمنية كان ينطوي على شيء من الصعوبة، إلا أن أمورًا مثل قراءة محتوى الملصقات، وصخب الحشود المحيطة، وارتشاف بضع جرعات من الكافيين، كانت في العادة كافية لأنْ تُعِين المرء على التغلب على هذه الصعوبات؛ بيد أن التحول المفاجئ والهائل إلى المؤتمرات الافتراضية جلب معه تحديات جديدة.

صحيح أن هناك جانبًا إيجابيًّا لهذا التحول، يتمثل في اختفاء كثير من العوائق المالية، وعوائق أخرى ترتبط بتأشيرات الدخول التي تَحُول دون الحضور، حيث كانت الأفضلية لمكالمات الفيديو عبر الإنترنت، والربط الشبكي من خلال لوحة المفاتيح، وهي سبل تحمل في طياتها إمكانات تَعِد بالمزيد من الإدماج للأفراد، وكذلك تتيح للبشر التواصل مع بعضهم البعض عبر وسائل غير مُنتِجة للكربون.

 ولكن مِن منظوري الشخصي، وكوني باحثًا مقيمًا في أستراليا حاليًّا، فقد صاحبَتْ هذا التحول نزعة تحيز لضبط توقيت المؤتمرات لصالح المشاركين من أوروبا والولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال، ألقيت مؤخرًا كلمة افتراضية في الثالثة صباحًا بالتوقيت المحلي لمدينتي، دون مراعاة التوقيت.

 حدث هذا حتى عندما كان من المزمع أن يُعقد المؤتمر في دولة بعينها، ثم تقرر بثّه عبر شبكة الإنترنت في منطقة يختلف فيها التوقيت اختلافًا ملحوظًا، ما يعني أن منظمي المؤتمر كانوا ينتظرون من مشاركي البلد المضيف -في الأساس- أن يظلوا مستيقظين لوقت متأخر من الليل بتوقيتهم المحلي، كي يتسنى لهم الحضور.

ليس من السهل التعامل مع فكرة وجود 38 منطقة زمنية مختلفة حول العالم، فالأمر لا يقتصر على المناطق الزمنية العشر الممتدة ما بين كاليفورنيا وأوروبا الشرقية، البالغ عددها حوالي عشر مناطق، حيث يقطن كثير من العلماء القائمين على تنظيم تلك المؤتمرات التي تُبث مباشرة. ورغم ذلك، فثمة بعض الخطوات البسيطة التي يمكن اتخاذها للتغلب على هذه المشكلة.

أولًا، لا تضطر الأشخاص إلى إلقاء محاضراتهم في منتصف الليل بتوقيتهم المحلي. ثانيًا، سَجِّلْ كل العروض التقديمية بحيث تكون متاحة للمشاركين الآخرين على الفور، وليس بعد مرور عدة أسابيع، كما هو الحال في بعض الأحيان. ثالثًا، بالإضافة إلى جلسة الأسئلة والأجوبة التي تُعقد مباشرة بعد كل عرض تقديمي، اعقِدْ جلسة لاحقة للأسئلة والأجوبة في وقت أكثر ملاءمة للمناطق الزمنية الأخرى، فهذا من شأنه أن يعزز التفاعل مع الأشخاص الذين لم يتمكنوا من حضور العرض التقديمي الأصلي، والذين تتوجب عليهم مشاهدة التسجيل في وقت لاحق.

والأهم من هذا وذاك، تجب مراعاة أنه لا توجد منطقة زمنية واحدة يخضع الجميع لها.

جيف جودهيل

أستاذ بمعهد كوينزلاند للدماغ، وكلية الرياضيات والفيزياء بجامعة كوينزلاند بسانت لوسيا في أستراليا.

البريد الإلكتروني: g.goodhill@uq.edu.au