صندوق الأدوات

مكتبة مرجعية من أجل كتابة تعاونية

ثمة حزمة من الأدوات التي يمكن أن تساعد الباحثين على إدارة الاستشهادات، ومن ثم تُعِينهم على إعداد الأوراق البحثية، وطلبات التقدُّم إلى المِنَح.. فضلًا عن مشاركة المَراجع مع الزملاء.

جيفري إم. بيركل

  • Published online:
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et             dolore magna aliqua.

Illustration by The Project Twins

عند الحديث عن برامج إدارة المَراجع، لا بد من الإشارة إلى أن هناك أدواتٍ برمجيةً نافعةً حقًّا في هذا الصدد، هي ما تجعل هذه البرامج كفيلةً بإثارة ردود أفعال قوية. فعلى سبيل المثال، خصَّص الطبيب بِن جولديكر ما لا يقلُّ عن خمس "تغريدات" -على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"- للحديث عن أداة "بيبر بايل" Paperpile، وهي أداة برمجية لإدارة المَراجع، مُتاحة عبر الإنترنت مقابل دفع اشتراك محدَّد، وتتكامل تكاملًا تامًّا مع محرر المستندات "جوجل دوكس" Google Docs، واصفًا إياها بأنها أداة "مذهلة" تارة، و"رائعة، بل هي الأفضل على الإطلاق" تارةً أخرى، ويصفها في موضعٍ ثالثٍ بأنها "جيدة بشكلٍ لا يُصدَّق". وفي تعليقٍ أدلى به جولديكر -الذي يَشغل أيضًا منصب مدير مختبر البيانات "داتا لاب" DataLab، التابع لمركز الطب القائم على الأدلة في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة- شرح موقفه قائلًا: "لقد كانت «بيبر بايل» أول أداةٍ برمجية لإدارة المَراجع أَستخدِمها دون أن تتولَّد لديَّ رغبة في أن أنهال على وجهي باللكمات من شدة الغضب. إنها حقًّا أداة رائعة، وعظيمة النفع".

والسبب في ذلك إنما يرجع إلى أن الأداة تنسجم جيدًا مع متطلَّبات سير العمل في فريق جولديكر. فأدوات إدارة المَراجع (التي تُعرف أيضًا بأدوات إدارة الاستشهادات المرجعية) تؤدي عددًا من الوظائف المتصلة ببعضها البعض، وهي: البحث في الأدبيات، وتخزين الأوراق البحثية والمواد الإضافية في صيغة PDF، وتنظيمها، وإنشاء قائمة المَصادر والمَراجع (الثبت المرجعي)، وتعزيز التعاون البحثي. وهناك عشرات البرمجيات التي يمكن الاستعانة بها على أداء هذه المهام، منها برنامج "إندنوت" EndNote، و"مِنْدلي رِفرانس ماندجر" Mendeley Reference Manager، و"ريد كيوب بيبرز" ReadCube Papers، و"رِف وركس" RefWorks، و"ساي ويل" Sciwheel، و"زوتيرو" Zotero. (يُذكر أن "ريد كيوب بيبرز" هو برنامج تتيحه شركة "ديجيتال ساينس" Digital Science، إحدى شركات مجموعة "هولتسبرينك" Holtzbrinck، المساهم الأكبر في شركة "سبرينجر نيتشر" Springer Nature، ناشر دورية Nature).

وبالنسبة إلى جولديكر، كان التوافق السلس بين أداة "بيبر بايل" ومحرِّر المستندات "جوجل دوكس" -الذي يستعين به أعضاء فريقه للكتابة التعاونية (أي للمشاركة في كتابة المستند نفسه)- هو ما رجَّح كفة هذه الأداة، ودفعه إلى استخدامها. أما بالنسبة إلى طالبة الدكتوراة إميلي ويسل، التي تعكف على دراسة تأثير الميكروبيوم على الحمل، فقد كانت الأفضلية لبرنامج "زوتيرو"، بالنظر إلى أنه برنامج مفتوح المصدر، ومتاح بالمجَّان.

عندما خاضَتْ ويسل الاختبارات التمهيدية التي يتطلبها القسم الذي تنتسب إليه –التابع لجامعة إيموري في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا- من أجل استكمال برنامج الدكتوراة، وجدَتْ صعوبةً بالغة في التعامل مع الاستشهادات المرجعية. كانت تعتمد على خدمة "جوجل سكولار" Google Scholar، الذي لا يدعم سوى عددٍ محدود من أنماط كتابة المَراجع، لم يكن من بينها النمط الذي كانت تحتاج إليه لاجتياز اختبارها، ولم يكن لديها متَّسع من الوقت لتعلُّم استخدام برنامج جديد يؤدي عنها تلك المهمة. لذا.. لجأت ويسل إلى أحد المواقع الإلكترونية التي تتيح خدمة إنشاء قائمة المراجع عبر الإنترنت، و"استخدمت أقل عدد ممكن من الاستشهادات، تلافيًا لبعض العناء المصاحب"، على حدِّ وصفها. وبعد مضيّ بضعة أسابيع، وبناءً على نصيحة تلقَّتها من أمين مكتبة جامعية، كانت تستخدم برنامج "زوتيرو" لإدراج الاستشهادات في إحدى المجلات المتاحة عبر الإنترنت، وحينئذٍ دفعها الحماس إلى كتابة هذه التدوينة على حسابها بموقع "تويتر": "كيف يُعقل أنني أستخدم برنامجًا لإدارة الاستشهادات الآن فقط، ولأول مرة في حياتي؟؟".

خصائص مرجعيّة

يستخدم مايكل فرانكافيلا -أخصائي أشعة الأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا بولاية نسلفانيا- إحدى أدوات إدارة المراجع، ويعتمد عليها كدماغٍ إلكتروني؛ إذ يستطيع أن يُخزّن فيها المعلومات التي أمكنه تحصيلها عن الحالات المرضية التي يتولَّى علاجها، بالإضافة إلى الرسوم التثقيفية التي يمكنه مشاركتها مع المرضى والمتدربين. ويقول: "إنَّ امتلاك برنامج لإدارة المراجع يُحدِث فرقًا هائلاً".

وقد أعدَّ فرانكافيلا قائمةً ببعض المعايير الأساسية الواجب مراعاتها في اختيار أداة إدارة المراجع، ضمَّنها في مراجعة نُشرت عام 2018 (M. L. Francavilla Pediatr. Radiol. 48, 1393–1398; 2018).، تضمّنت المتغيرات التي شمِلَتْها القائمة: التكلفة، والحد الأقصى للتخزين السحابي (أحد أنماط التخزين على شبكة الإنترنت)، ومدى التوافق مع نظام التشغيل، ودعم إمكانية إضافة تعليقات في ملفات PDF. (وللحصول على قائمة تضمُّ مجموعة متنوعة من أدوات إدارة المراجع وخصائصها، انظر الجدول التكميلي المتاح عبر هذا الرابط: go.nature.com/2d7athc).

عادةً ما تكون أدوات إدارة المراجع تطبيقاتٍ مثبَّتةً على الحاسب الشخصي، ومرتبطة -في الوقت نفسه- بواجهة ويب (متاحة عبر شبكة الإنترنت) تتيح للباحثين الوصول عن بُعد إلى "مكتباتهم" الخاصة (وهي قوائم مُنسَّقة تضم المراجع وملفات PDF المرتبطة بها)، وكذلك المكوِّنات الإضافية (plug-ins) المُلحَقة بمتصفح الإنترنت، التي تُسهّل جلب المراجع (أو استيرادها) من الموقع الإلكتروني الخاص بإحدى الدوريات العلمية، أو غيرها من المصادر المتاحة عبر الإنترنت. ومع ذلك، فإن بعض أدوات إدارة المراجع (ومنها أداة "بيبر بايل"، و"رِف وركس"، و"ساي ويل") تقدِّم خدماتها حصريًّا من خلال شبكة الإنترنت؛ أي أنها لا تستلزم تثبيت أيّ برامج على الحاسوب، أو إجراء مزامنة سحابية. وغالبية هذه الأدوات توفِّر تطبيقات على الأجهزة المحمولة، تتيح للمستخدمين قراءة المَراجع وإضافتها من هواتفهم الذكية، أو أجهزتهم اللوحية.

أمَّا جوليانا سواريز ليما، أمينة المكتبة المرجعية في الجامعة الفيدرالية بولاية سيارا في البرازيل، فتعمل مستشارة متخصصة في برنامج "مندلي"، وسفيرةً إقليمية متطوعة للبرنامج نفسه. وباستخدام تطبيق "مندلي" على هاتفها الجوال، تمكَّنت من حفظ المَراجع التي وجدتها على موقع "تويتر" بسهولة، وساعدها ذلك على إعداد رسالة الدكتوراة (علمًا بأن تطبيقات إدارة المراجع الأخرى تتيح هذه المزيَّة كذلك). تقول: "لقد سهَّل التطبيق متابعة الأدبيات العلمية المُحدَّثة، المُنسَّقة، المنشورة حديثًا".

دعم الملفبالمواد الإضافية والروابط.تتيح غالبية أدوات إدارة المراجع للمستخدمين إمكانية تنظيم مكتباتهم عن طريق المجلدات والوسوم (tags)، والبحث عن المقالات باستخدام اسم المؤلف، أو كلمة مفتاحية، أو نص، أو ملاحظة. كما أنَّ أداة عرض ملفات PDF المُدمجة بها تتيح الاطلاع على المستندات، وإضافة الحواشي والتعليقات، وتظليل المقاطع المهمة، وتدوين الملاحظات. وإضافةً إلى ذلك، تتيح خاصية البحث الخارجي إمكانية استيراد المقالات، كما هو الحال في منصَّة "بَبْمِد" PubMed، أو "جوجل سكولار"، أو -في حالة برنامج "مَنْدلي"- من فهرسٍ مخصَّص يضم أكثر من 100 مليون ورقة بحثية. أما الأداة "ريد كيوب بيبرز"، فتعمل على تحسين تجربة المستخدم في التعامل مع ملفات PDF، وذلك من خلال دعم الملف بالمواد الإضافية والروابط.

ترشيحات القراءة

يقدِّم بعض أدوات إدارة المراجع ترشيحاتٍ للقراءة، تتمثل في المواد ذات الصلة باختصاص الباحث، المُختارة بناءً على المواد التي تشتمل عليها مكتبة المستخدِم. فعند استخدام أداة "ساي ويل" في البحث، على سبيل المثال، فإن هذه الأداة تضع إشارةً أمام المواد الموصَى بها من قِبل خدمة تصنيف تسمَّى "آراء هيئة التدريس"، ويمكنها أيضًا ترشيح المواد بناءً على النص الذي يكتبه المؤلف. أما أداة "رِف وِركس"، فتتكامل مع أداة لترشيح القراءات، تسمى "ليجانتو"Leganto ، تُمكِّن المستخدم من جَلْب قائمة قراءاته المُجمَّعة مباشرةً إلى مكتبة "رِف وركس" الخاصة به. كما يتضمّن برنامج "زوتيرو" مكوِّنات إضافية للبحث عن ملفات PDF باستخدام قاعدة البيانات المفتوحة "أنباي وول" Unpaywall، وتضع علامةً أمام المواد التي تم سحبها، وذلك بفضل الشراكة مع مدونة مختصَّة بمتابعة عمليات سَحْب المواد البحثية، تُسمَّى "ريتراكشن ووتش" Retraction Watch. كما تتيح أداة "ريد كيوب بيبرز" إمكانية تحديد المواد التي سبق سحبها. وتقول شالهيفيت بار آشر، مديرة المنتجات بمجموعة "إكس ليبريس جروب" Ex Libris Group، التي يقع مقرُّها بمدينة القدس، في إسرائيل، وهي الشركة المطوِّرة لأداة "رِف وركس"، إن الشركة تعمل على إضافة خاصية التكامل مع قاعدة "أنباي وول".

 وعلى الرغم من أنَّ أدوات إدارة المراجع هي أدوات تنظيمية بشكلٍ أساسي، نجد أن المزايا التي تدفع كثيرًا من المستخدمين إلى اقتنائها لا علاقة لها بالتنظيم. 

وعلى سبيل المثال، يتيح التكامل مع برامج معالجة النصوص للمؤلف البحث عن الاستشهادات، وإدراجها في المستند أثناء العمل عليه، وإنشاء قائمة المراجع، وإعادة تنسيقها عن طريق الاختيار من بين آلاف الأنماط التنسيقية المعمول بها في الدوريات المختلفة، وكلُّ ذلك بضغطة زرٍّ واحدة. وفي غياب مثل هذه الأدوات، يمكن أن تُحْدِث التعديلات -مهما كانت طفيفة- خللًا وارتباكًا شديدين في المسوَّدات البحثية، ناهيك عن إعادة تنسيق المقال، لإرساله إلى دورية مختلفة. يقول ياهايا جافاموكوليا، عالِم الكيمياء الحيوية في جامعة بوسيتيما في مدينة امبالي الأوغندية: "يمكن أن يصبح ذلك كابوسًا بحق".

"يُحْدِث وجود أداة لإدارة المَراجع من عدمه تغييرًا هائلًا".

وذكر جليان نيف، مدير المنتجات المسؤول عن البرنامج الحاسوبي "إندنوت ديسكتوب" Endnote Desktop لدى شركة "كلاريفيت" Clarivate، التي يقع مقرُّها في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسِلفانيا الأمريكية، أنَّ برنامج "إندنوت" قد دُمِجَ كمكوِّن إضافيٍّ في برنامج معالجة النصوص "ميكروسوفت وورد"  Microsoft Word منذ عام 1993. ومنذ ذلك الحين، حذَتْ حذوه أدواتٌ أخرى عديدة. فالأدوات "بيبر بايل"، و"ساي ويل"، و"زوتيرو"، و"ريد كيوب بيبرز"، و"رِف وركس" جميعها تدعم محرر المستندات "جوجل دوكس"؛ علمًا بأنَّ الأداتين الأخيرتين تدعمان أيضًا الإصدار المتاح عبر الويب من برنامج "ميكروسوفت وورد"، الذي تدعمه كذلك أداة "مِندلي"، كما يعكف مطوِّرو أداة "ساي ويل" حاليًّا على إضافة هذه الخاصية.

حاليًّا على إضافة هذه الخاصية.وترى باربرا روشين رينر، وهي أمينة مكتبة في جامعة كارولينا الشمالية في مدينة تشابل هيل الأمريكية، أنَّ من الأمور التي تحظى بأهمية جوهرية، ومتزايدة، توفير الدعم لأساليب سير العمل القائمة على العمل الجماعي. وتقول: "أودُّ لو أدعو الباحثين إلى تقدير مدى كفاءة كلِّ منتَج من هذه المنتجات، من حيث القدرة على تسهيل التعاون في العمل الذي يقومون به، أو الذي هم مُقبِلون عليه، أو يرغبون في القيام به".

وعادةً ما تتيح أدوات إدارة المراجع للباحث إمكانية مشاركة مكتبته –كلِّها، أو جزءٍ منها- مع الزملاء، بحيث يمكنهم الاستعانة بها عند كتابة مسودات الأوراق البحثية كفريق، أو الاستناد إليها كقاعدة معرفية مشتركة. وتجدُر الإشارة إلى أنه، اعتبارًا من شهر مايو من العام الجاري، أنشأ مستخدمو برنامج "زوتيرو" حوالي مليوني مجموعة، بين عامةٍ وخاصة، وفقًا لما أفاد به شون تاكاتس، الباحث بجامعة لوكسمبورج، الذي قاد جهود تطوير البرنامج منذ عام 2006. وعادةً ما تقتصر إمكانية مشاركة المرفقات -مثل ملفات PDF- على المجموعات الخاصة، التي قد يتراوح حجمها من 25 عضوًا في "مِندلي" إلى 150 عضوًا في "ساي ويل". أما الأدوات "بيبر بايل"، و"رِف وركس"، و"زوتيرو"، فلا تضع حدًّا لحجم المجموعة.

وإلى جانب خاصية مشارَكة المكتبات، توفر أداة "ساي ويل" خصائص تتعلَّق بإدارة المشروعات والأوراق البحثية المشتركة، بالإضافة إلى إتاحة التحكم في رقم الإصدار للمسودة البحثية، حسب قول تياجو باروس، العضو المنتدب للشركة المطوِّرة للأداة. وإضافةً إلى ذلك، تعكف الشركتان المطوِّرتان للأداتين "ريد كيوب بيبرز"، و"إندنوت" على تطوير خصائص تسمح بإجراء مناقشات متصلة في مكتبة المَراجع، حسبما أدلَى ممثلو الشركتين. ويقول نيف إنه بالنظر إلى الظروف المرتبطة بجائحة فيروس كورونا، "ما أحوج الباحثين في هذه الآونة إلى أن يُمكَّنوا من التعاون في جهودهم البحثية، وأن يتمكنوا من القيام بذلك عن بُعد".

أدواتٌ تفي بالغرض

إنَّ الأهمية التي ينسبها المستخدمون إلى كل خاصية من خصائص هذه الأدوات تتفاوتُ من مستخدمٍ إلى آخر. ففي عام 2018، شاركت رينر في تأليف دراسة توضح كيف أنَّ المستخدمين المختلفين يعتمدون على أداة إدارة المَراجع لأداء وظائف مختلفة  (L. Murphree et al. Med. Ref. Serv. Q. 37, 219–233;2018). ففي حين أنَّ الأطباء قد يُظهِرون عناية خاصة بإمكانية الدخول إلى مكتباتهم عبر أجهزتهم النقَّالة، والقدرة على مطالعة مَراجعهم بعد مغادرة مكان العمل، على سبيل المثال، يميل الباحثون في مختبرات التجارب الكيميائية إلى إيلاء الأولوية للكتابة التعاونية، وترشيحات القراءة، وإمكانية استخدام الأداة، دون حاجة إلى الاتصال بالإنترنت.

وبالنسبة إلى جافاموكوليا، كانت التكلفة هي الفيصل في اختيار أداة إدارة المراجع. ففي أثناء كتابته رسالة الماجستير، جرَّب الأداة "إندنوت"، ولكنه استقرَّ على الأداة "مِندلي"، لأنها كانت قادرة على تلبية احتياجاته البحثية من جهة، وكانت متاحة للاستخدام المجاني من جهةٍ أخرى. يقول: "أهمُّ ما في هذه الأداة تكامُلها مع برامج معالجة النصوص المختلفة، وسهولة استيراد المَراجع من المصادر المتاحة على الإنترنت". (جديرٌ بالذكر أن جافاموكوليا يعمل مستشارًا لأداة "مندلي" هو الآخر).

أمَّا فرانكافيلا، فيستخدم "ساي ويل"، وهي أداة إدارة المَراجع التي اعتمدها القِسم الذي ينتسب إليه. وقد اتُّخِذ هذا القرار بناءً على السعر، إضافةً إلى الاعتبارات العملية؛ ذلك أنَّ هذه الأداة متاحة على شبكة الإنترنت، ما يتيح لأعضاء المجموعات البحثية استخدامها من أي مكان، دون حاجةٍ إلى تثبيت، غير أنه يرشح الأداة "مِندلي" للآخرين؛ فهي مجانية مثل "زوتيرو"، إلا أنها تمنح المستخدِم مساحةً تخزينية على الإنترنت، يبلغ حجمها 2 جيجابايت (في مقابل "زوتيرو"، الذي يمنح مساحةً مجَّانية لتخزين المرفقات، بحدٍّ أقصى يبلغ 300 ميجا بايت، ويتيح له شراء سعة تخزينية إضافية باشتراك سنوي يبدأ من 20 دولارًا أمريكيًّا).

أما الباحثون الذين تقتصر احتياجاتهم من أدوات إدارة المَراجع على إعداد قوائم المَراجع، فلهم أن يستعينوا بخيارات أخرى، منها أداة "بِبتِكس" BibTeX، للتعامل مع المستندات المكتوبة باستخدام نظام "لاتكس" LaTeX لإعداد المسوَّدات البحثية، وكذلك أداة "منيو بُت" Manubot، وهي أداة قائمة على نظام "جِت هَب" GitHub للتعامل مع المستندات المكتوبة باستخدام لغة التنسيق "مارك داون" Markdown.

كما أنَّ هناك أدوات لإعداد قوائم المَراجع متاحة عبر الإنترنت، ومنها -على سبيل المثال- "زوتيرو بِب" ZoteroBib، وهي أداة مجانية على الإنترنت، تتيح للمستخدمين إنشاء قوائم المَراجع وتنسيقها عن طريق الاختيار من 00010, نمط تقريبًا، ثم نسخ القائمة الناتجة إلى الحافظة، أو نشرها عبر الإنترنت.

عندما تكون بصدد اختيار أداة لإدارة المراجع، ضع في اعتبارك أسلوب سير العمل الخاص بك، والمشاركين معك. ولتأخذ في الحسبان سهولة الاستخدام، ومدى توفُّر الدعم للمستخدِم، وسهولة نقل البيانات من أداة إلى أخرى. كما تنصح رينر باستشارة أمين المكتبة، قائلة: "إذا كنتَ مُستخدِمًا مبتدئًا لهذه [الأدوات]، ولستَ من ذلك النوع الذي يمكنه الاضطلاع بهذه المهمة بمفرده، فسوف تكون بحاجةٍ إلى السؤال عن الدعم المتوفر، والتعرُّف على الأدوات المجانية. وقد ترغب كذلك في معرفة الأدوات المُستَخدمة في أغلب المختبرات هنا".

جيفري إم. بيركل يعمل محرر تكنولوجيا في دورية Nature.