أضواء على الأبحاث
قبورٌ تشهد على أن للكلاب مكانًا في الآخرة
- Nature (2020)
- doi:10.1038/d41586-020-03015-8
- English article
- Published online:
E. Tourigny
اكتشف الباحثون أنه حتى في أواخر القرن التاسع عشر، كان البريطانيون يُشَيِّدون نُصُبًا تذكارية لتخليد ذكرى موتاهم من الحيوانات المنزلية. ففي دراسة أُجريت على شواهد قبور حيوانات منزلية، تعود إلى الفترة الممتدة من ثمانينات القرن التاسع عشر، حتى تسعينات القرن العشرين، كشف الباحثون عن اعتقاد متنامٍ لدى البريطانيين في وجود حياة أخرى للحيوانات بعد الموت، يجتمع فيها شملهم معًا.
فقد عمد إيريك تورينجي –الباحث بجامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة- إلى دراسة شواهد قبور، معظمها مُخصص للكلاب، في أربع جبَّانات للحيوانات المنزلية في المملكة المتحدة. وتقع أقدمها (موضحة بالصورة) في حديقة هايدبارك في لندن، ويعود تاريخها إلى عام 1881.
يُذكر أن الاعتقاد في خلود أرواح الحيوانات يتنافى مع الأعراف الثقافية والمعتقدات الدينية للعديد من المجتمعات، ومن ثم فإن شواهد القبور الأقدم زمنًا لا تدلُّ على الاعتقاد في وجود حياة أخرى للحيوانات بعد الموت، ولا في لقاء سماوي يجمع بين الحيوانات المنزلية وأصحابها.
فعلى سبيل المثال، عثر الباحثون على نقشٍ مُهدًى إلى "جريت"، يعود إلى عام 1900، يقول: "لو صدَّقتُ أننا سنلتقي مرةً أخرى، لتخففتُ من نصف أوجاعي". أمَّا شواهد القبور التي شُيدت خلال الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع عشر، ومنتصف القرن العشرين، وتحمل إحالات أو رموز مسيحية، فيظل عددها محدودًا.
ويُذكَر أنَّ الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية شهدت توسعًا في استخدام هذه الرموز، وتعاظُم الرغبة في اجتماع الشمل بعد الموت. وقد اقترنت بذلك زيادة في أعداد شواهد القبور التي تحمل ألقابًا عائلية؛ ما يشير إلى أن أصحاب الحيوانات الأليفة بدأوا يعتبرون رفاقهم من ذوي الأربع أفرادًا من العائلة.