أضواء على الأبحاث
كيف أصبح البعوض يشتهي الدم البشري
- Nature (2020)
- doi:10.1038/d41586-020-02180-0
- English article
- Published online:
Credit: Getty
مع تكدُّس البشر في المدن التي تكثر فيها المياه الراكدة، حتى في أكثر الشهور جفافًا، يصبح الأشخاص أهدافًا مغريةً لهذه الكائنات مصَّاصة الدماء.
ورغم أن عددًا قليلًا من أنواع البعوض، التي تربو على 3 آلاف نوع، هو ما يُفتِّش عن الدم البشري، دون غيره، تنشر تلك الأنواع القليلة أمراضًا تؤثر على حوالي 100 مليون شخص حول العالم سنويًّا. ومن أجل إلقاء الضوء على كيفية تطوُّر اشتهاء تلك الحشرات للدم البشري، اصطادت ليندي ماكبرايد، ونُوه روز -من جامعة برينستون في نيوجيرسي- وزملاؤهما بعوض "الزاعجة المصرية" Aedes aegypti من 27 موقعًا في أنحاء الموئل الذي عاشت فيه أسلاف هذه الحشرات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وضع فريق العمل الإناث الجائعات في صناديق، يحتوي كلٌّ منها على مَخرجَين اثنين، تُمرَّر عبر أحدهما رائحة إنسان، وعبر الآخر رائحة "خنزير غيني" Cavia porcellus، أو طائر "سمَّان شائع" Coturnix coturnix. وبعقد مقارنة بين الحشرات التي لم تُبدِ اهتمامًا بالدم البشري، وبين تلك التي سَعَتْ إليه، تبيَّن للباحثين أن الأخيرة كانت تنحدر -على الأرجح- من مناطق ذات كثافة بشرية مرتفعة، ومواسم جفاف حارة وممتدة.
ويعتقد الباحثون أن المياه التي خزَّنها البشر أصبحت موطنًا أساسيًّا لتكاثر تلك الحشرات في منطقة طبيعية كانت تحتوي على كمية قليلة من المياه الراكدة. ويشير تحليل الجينات الذي أجروه إلى أن هذا التطور في ذائقة الحشرات للدم البشري قد حدث في هذا السياق لمرة واحدة فحسب.