ملخصات الأبحاث
عوامل تعوق المسار الصحي للتقدم في العمر
- Nature (2020)
- doi:10.1038/s41586-020-2037-y
- English article
- Published online:
لطالما افتُرض أنَّ ثمة صلة وثيقة بين العمر المتوقَّع للإنسان، وفترة عمره التي يحظى فيها بصحة جيدة. ومع ذلك.. فربما ينفصلان بوضوح. ورغم الارتفاع العالمي في متوسط العمر المتوقع للإنسان، نادرًا ما يقترِن طول العمر بامتداد الفترة التي يحظى فيها الإنسان بحالة صحية جيدة. وهكذا، فإنَّ فهْم سبب ظهور أمارات سلوكية صحية على كبار السن يظل مهمةً صعبة وذات أهمية.
في البحث المنشور، يكشف الباحثون آليةً فوق جينية تتسم بثباتها مع التطور، يتحدد على أساسها المسار الصحي للتقدم في العمر. وقد طبَّق الباحثون تقنية المسح المعتمدة على تثبيط التعبير الجيني -عن طريق جزيئات الحمض النووي الريبي على نطاق الجينوم- على الجينات التي تنظم عملية التدهور السلوكي لدى دودة الربداء الرشيقة Caenorhabditis elegans المتقدمة في العمر، وكشفوا 59 جينًا قد تكون من الجينات المنظِّمة لمعدل التدهور السلوكي المرتبط بالعمر. ومن بين هذه المُنظِّمات كلها، وجد الباحثون أنَّ القارئ فوق الجيني العصبي BAZ-2، والإنزيم العصبي SET-6، -المنتمي إلى مجموعة الإنزيمات المعززة لعملية نقل مجموعات الميثيل إلى المونومر التاسع في حمض اللايسين بالهستونات من فئة H3- كلاهما يسرِّعان عملية التدهور الوظيفي في دودة الربداء الرشيقة، وذلك من خلال تقليص وظيفة الميتوكوندريا، وكبْح التعبير عن البروتينات الميتوكوندرية المُرمَّزة في النواة.
تتسم هذه الآلية بثباتها مع التطور في كلٍ من الخلايا البشرية، والخلايا العصبية المستنبتة الخاصة بالفئران. فمِن خلال فحص قواعد البيانات البشرية، تبيَّن أنَّ التعبير عن البروتينين البشريين اللذين لهما أصل جيني مشترك مع هذين المنظمين للتدهور السلوكي في دودة الربداء الرشيقة، وهما BAZ2B،وEHMT1، في القشرة الأمامية يزداد مع التقدم في العمر، ويرتبط ارتباطًا طرديًّا بتطور مرض ألزهايمر. وبالإضافة إلى ذلك.. فإنَّ كبح التعبير عن بروتين Baz2b-وهو بروتين موجود في الفئران، ذو أصل جيني مشترك مع بروتين BAZ-2 في دودة الربداء الرشيقة-يقلل من زيادة الوزن، التي تقترن بالتقدم العمر، ويمنع تدهور الوظائف الإدراكية لدى الفئران المتقدمة في العمر. وبهذا.. فإنَّ عملية المسح التي أجراها الباحثون على جينات دودة الربداء الرشيقة، باستخدام تقنية المسح المعتمِدة على تثبيط جزيئات الحمض النووي الريبي للتعبير الجيني على نطاق الجينوم، قد كشفت عن عوامل تنظيم سلبي فوق جينية ثابتة مع التطور، تنظِّم عملية التقدم في العمر، وهو اكتشافٌ يطرح سبلًا محتملة للتقدم في العمر بصورة صحية.