أضواء على الأبحاث

الحياة المزدوجة للميتوكوندريا

  • Published online:

CNRI/SPL

عند تعرُّض الخلايا للهجوم، يمكن للميتوكوندريا أن تقوم بدور حارس، فتحفز آلية الإصلاح الموجودة في أعماق النواة، لحماية الشحنة الجينية الرئيسة التي تحملها الخلية.

تحتوي الميتوكوندريا - وهي البِنَى المولِّدة للطاقة في الخلية (موضحة بالصورة) - على حمضٍ نووي مختلف عن الحمض النووي للنواة. ولاستكشاف كيفية تواصل هذه العضيات فيما بينها، أَمَدَّ الباحثُ جيرالد شادل - من معهد سولك للأبحاث البيولوجية في ضاحية لاهويا بولاية كاليفورنيا الأمريكية - وزملاؤه الخلايا بجرعة من عقار «دوكسوروبيسين» المُستخدَم في علاج السرطان، الذي يدمر الحمض النووي. ووجدوا أنَّ الحمض النووي الخاص بالميتوكوندريا في الخلية نبَّه الحمض النووي للنواة، الذي نشَّط بدوره بروتوكولًا لإصلاح الخلية.

بعد ذلك، عدَّل فريق البحث خلايا الميلانوما السرطانية، بحيث تحفز الميتوكوندريا بداخلها؛ لإفراز كمياتٍ إضافية من الحمض النووي. وعند زراعة هذه الخلايا في الفئران، أنتجت أورامًا أكثر مقاومةً لعقار «دوكسوروبيسين» من أورام الميلانوما العادية.

وضع الباحثون أيضًا ميتوكوندريا هذه الفئران المُعدَّلة جينيًّا في حالة تأهب، وعرَّضوها لجرعاتٍ من إشعاعٍ مؤيِّن، فأصلحت هذه الفئران نويات خلايا الطحال بفعاليةٍ أكبر من فئران المجموعة الضابطة.

قد يفسر نظام المراقبة هذا كيفية اكتساب الخلايا مقاومةً لبعض عقاقير السرطان التي تستهدف الحمض النووي.

(Nature Metab. (2019