أخبار

الهند تسعى جاهدة لاستخدام بدائل للحيوانات في البحوث العلمية

تشهد تقنياتُ تصميم نماذج لدراسة الأمراض البشرية تحسنًا سريعًا.

جياتري فَيدياناثان
  • Published online:
أوصت الجهة التنظيمية الوطنية للبحوث الطبّية الحيوية  في الهند بالاستثمار في التقنيات التي يمكنها أن تحلّ محل الحيوانات.

أوصت الجهة التنظيمية الوطنية للبحوث الطبّية الحيوية  في الهند بالاستثمار في التقنيات التي يمكنها أن تحلّ محل الحيوانات.

© Replace me

أصبحت الهند أحدث الدول المنضَمَّة إلى رَكْبِ البلدان التي تستكشف استخدام تقنيات ناشئة تَخدِم كبديل للحيوانات في البحوث العلمية، مثل تقنية «الأعضاء المستنبَتة على رقائق» Organs-on-a-chip. فخلال الشهر الماضي، أوصت الجهة التنظيمية الوطنية للبحوث الطبّية الحيوية بالاستثمار على وجه السرعة في التقنيات التي يمكنها أن تحلّ محل الحيوانات. وقد رحّب بعض العلماء الهنود بتلك الخطّة، بيد أنهم ذكروا أن البدائل المطروحة للاستخدام في اختبارات سُمّية الأدوية وفعاليتها ليست كافية حتّى وقتنا هذا، لتحل محل الحيوانات.

كما نوّه الباحثون إلى أن الاتجاه نحو تقنيات بديلة سيتطلّب إجراء إصلاحات شاملة ومكلّفة لعملية اعتماد العقاقير في الهند، التي تتطلّب اختبار الأدوية على الحيوانات.

وتوفّر التقنيات الناشئة – مثل استخدام «الأنسجة شبه العضية» «Organoids»، و«الأعضاء المستنبَتة على رقائق»، التي يجري إنماؤها في المختبر – نموذجًا للوظائف المعقدة للأعضاء البشرية، وقد بدأت هذه التقنيات في منافسة الأعضاء الحيوانية من حيث قابلية استخدامها كنماذج لدراسة الأمراض البشرية، بل وأخذت في التفوّق عليها، حسبما صرّح «المجلس الهندي للأبحاث الطبّية» ICMR.  

وفي ورقة ناقشت هذه المسألة (S.Swaminathan, V.Kumar & R.Kaul Indian J.med.Res.149,584-592-2019)، حاجَج فريق باحثين يُمثّل المجلس الهندي للأبحاث الطبيّة، ضمّ سوميا سواميناثان، المديرة العامة السابقة للمجلس، ونائبة مدير عام منظمة الصحة العالمية حاليًّا، بأنّ هذه التقنيات وغيرها - بما في ذلك النماذج الحاسوبية التي تحاكي سُمّية العقاقير - أكثر فاعلية من ناحية التكلفة، كما أنها أكثر إنسانية، مقارنةً بإجراء التجارب على الحيوانات. ويناشد الفريقُ الحكومةَ الهندية بتدشين مراكز ريادية تتبنى أفضل الممارسات في هذا الصدد، من أجل تطوير مثل هذه الأساليب، فضلًا عن زيادة التمويل وجهود التعاون اللازمَين لتبَنِّي التقنيات البديلة.

 وقد وضعت المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية خرائط طرق لتطوير تكنولوجياتٍ غير قائمة على استخدام الحيوانات. وفي سبتمبر الماضي، أعلنت وكالة حماية البيئة الأمريكية خططًا تستهدف الحدّ من استخدام الحيوانات في اختبارات السُّمّية.

وتشير ورقة النقاش سالفة الذكر إلى أنه بعد مُضيّ عِقدين من استخدام الحيوانات في بحوث اكتشاف العقاقير، لم تُطوِّر الهند دواءً واحدًا جديدًا نجح في الوصول إلى مرحلة الطرح في الأسواق. ويُعزى السبب في ذلك - حسب ما تقول سوميا سواميناثان - إلى أن الجزيئات التي كانت آمنة وفعالة في الحيوانات تَبَيّن في وقت لاحق أنها سامة، أو غير فعالة عند استخدامها في البشر.

ويقول بعض الباحثين، ومن بينهم توماس هارتونج، مدير «مركز بدائل اختبار الأدوية على الحيوانات» في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية، إنه تتوفر تقنيات تُتِيح طرقًا مضمونة لإجراء اختبارات السمية. وقد طوّر هارتونج خوارزمية نجحت في التنبؤ بسُمّية عشرات الآلاف من المواد الكيميائية على الأنسجة البشرية، حتّى إنها تفوّقت - في بعض الحالات - على الاختبارات التي تُجرى على الحيوانات من ناحية إمكان الاعتماد عليها.

 ومن جانبه يقول أديكام جاجانادا راو - العالِم الفخري المتخصص في الكيمياء الحيوية في المعهد الهندي للعلوم بمدينة بنجالور - إن دراسة الأمراض أو السُّمية في طبقٍ مخبري لا تُظهِر كيف يجري استقلاب الأدوية في الجسم كله، مضيفًا: «إنني أدعم الاستخدام المُرشَّد للحيوانات».

ومن جهة أخرى.. يُقرّ أميت ميسرا - الباحث في علم الحركة الدوائية في المعهد المركزي للبحوث الدوائية في مدينة لكناو الهندية - بأن دراسات سُمّية الأدوية على الحيوانات لايكون مردودها جيدًا في البشرفي جميع الأوقات، لكنه لا يعتقد أنّ النماذج المعتمدة على تقنية الأعضاء المستنبتة على رقائق،أو نماذج الأمراض في الأطباق المخبرية، ستكون أفضل بأيّ حال، بل يرى أنه ينبغي إجراء بحوث السُّمية على عدد صغير من المرضى الذين وافقوا على الخضوع لهذه الأبحاث، كبديل عن إجراء التجارب على الحيوانات.