أضواء على الأبحاث
أكثر الطيور صخبًا
- Nature (2019)
- doi:10.1038/d41586-019-03194-z
- English article
- Published online:
Anselmo d’Affonseca
عند تأمُّل المغازلة في أوساط بعض الكائنات، نجد أن بعض طقوسها قد يكون صاخبًا. فعلى سبيل المثال.. الطائر الناقوسي الأبيض الذي يعيش في جبال الأمازون يُصْدِر صيحات تزاوُج، قد تكون أعلى صوتًا من خوار حيوان البيسون، وعواء القرد العوّاء.
وقد عكف جيفري بودوس - من جامعة ماساتشوستس في أمهرست - وماريو كون هافت - من المعهد القومي لأبحاث الأمازون في ماناوس بالبرازيل - على تسجيل تغريدات طيور البيها، كثيرة الصياح (Lipaugus vociferans)، التي كانت الأشد صخبًا بين تغريدات الطيور المُسجَّلة حتى الآن. كما سجلوا صيحات ذكر الطائر الناقوسي الأبيض (Procnias albus، في الصورة)، البالغ وزنه 210 جرامات. واكتشف الباحثون أن صيحة الطائر الناقوسي يمكن أن تصل شدتها إلى 125 ديسيبلًا، وهو ما يجعلها تفوق شدة صيحة طائر البيها بتسعة ديسيبلات تقريبًا، لتضاهي ضوضاء حفلات الروك شديدة الصخب.
كما اتضح للباحثين أيضًا أنه حينما انضمت أنثى الطائر الناقوسي الأبيض إلى الذكر فوق مجثمه، أصدر الذكر أشد صيحاته الغنائية صخبًا، صادحًا بآخرها نحو أنثاه مباشرًة. وعندما بدأت الذكور في إطلاق صيحاتها، تراجعت الإناث إلى الخلف، لكنها بقيت قريبةً، وهو ما قد يُلْحِق الضرر بأذنيها.
ولا يزال السبب وراء بقاء الإناث أثناء تغريد الذكور الصاخب غير واضح، لكن العلماء يشُكُّون في أن الدافع ربما يكون تقييم رفقائها في التزاوُج عن كثب.