أخبار
الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة للتعامل مع هجوم نووي
التهديدات المتصاعدة من كوريا الشمالية تثير قلق العلماء الذين يدرسون الكوارث والصحة العامة.
- Nature (2019)
- doi:10.1038/d41586-018-06077-x
- English article
- Published online:
يمكن أن يتسبب انفجار نووي في حدوث موت جماعي، وأضرار بالغة على نطاق واسع.
BETTMANN/GETTY
إنّ الولايات المتحدة الأمريكية ليست مستعدة للتعامل مع عواقب هجوم نووي كبير، على الرغم من مساعي كوريا الشمالية لتطوير أسلحتها النووية، وارتفاع حدة التوترات بين الدول بوجه عام. كان هذا هو التقييم الصريح والمباشر، الصادر عن خبراء الصحة العامة، الذين شاركوا في مؤتمر ونظمته الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب، بشأن التأهب للطوارئ النووية.
تقول تينير فينيما - التي تدرس تمريض الكوارث والحالات الطارئة في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ميريلاند، وشاركت في رئاسة المؤتمر في واشنطن العاصمة - إن هذا التجمع يمثل "إقرارًا بتغيُّر نبرة التهديدات، وبأنّ مخاطر حدوث ذلك قد ازدادت".. فمنذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، تركزت البحوث الأمريكية، وجهود استعداداتها للتعامل مع أي هجوم نووي - بشكل كبير - على إمكانية تعرُّض البلاد لهجوم إرهابي بسلاح صغير الحجم نسبيًّا، ومرتجل الصنع، وبقوة انفجار تبلغ كيلوطِنًّا واحدًا، أو "بقنبلة قذرة" تنشر مواد مشعّة.
ولكن يُعتقد أن كوريا الشمالية تمتلك أسلحة نووية حرارية متقدمه، تزيد قوة انفجار الواحد منها عن 180 كيلوطِنًّا، من شأنها أن تسبب خسائر تفوق بكثير تلك التي يمكن أن تنتج عن قنبلة قذرة (انظر: "تقدير الأضرار").
في هذا السياق، يقول تشام دالاس، الباحث في مجال الصحة العامة، من جامعة جورجيا في مدينة أثينا: "بعد ظهور الأسلحة النووية الحرارية في المشهد مجددًا، عدنا نقول للناس: "لا يمكننا التعامل مع عواقب هذه الأسلحة"".
nuclearsecrecy.com/nukemap
وتقول فينيما إن أكاديميات العلوم قررت إجراء دراسة في شهر نوفمبر عام 2017، بعد مضي ثلاثة أشهر على تهديدات الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، بإطلاق سلاح نووي صوب جزيرة جوام الأمريكية. وكان هدف الأكاديميات هو لمّ شمل القطاعات الحكومية والأكاديمية المختلفة، وكذلك الخاصة، التي ستشارك في الاستجابة الطبية لأي هجوم نووي. وكانت لجنة الأكاديميات قد خططت لإصدار تقرير في ديسمبر 2018؛ يوضح كيف يمكن للولايات المتحدة سد الثغرات في قدراتها على الاستجابة.
كما انخفض حجم إنفاق الحكومة الأمريكية على بحوث الأسلحة النووية، والاستجابة لها بصورة لافتة خلال العقود القليلة الماضية، وتراجعت أعداد العاملين الصحيين الذين تلقّوا تدريبات في مجال الطب الإشعاعي والإدارة الإشعاعية. ووفقا لدراسة أجراها دالاس في عام 2017، تَبَيَّن أنّ أكثر من نصف العاملين في مجال طب الطوارئ في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان لم يتلقوا أي تدريبات على معالجة ضحايا الإشعاع (C. E. Dallas et al. Front. Public Health 5, 202; 2017).
وتشير الدراسة نفسها إلى أنه حتى المتخصصين الطبيين المدربين قد يشعرون بخوف شديد من الدخول إلى منطقة انتشار الغبار النووي، أو علاج ضحايا الإشعاع في موقع الانفجار. وكشفت مجموعة دالاس أن 33% من المتخصصين في مجال الطب قالوا إنهم لن يكونوا على استعداد للاستجابة في مثل هذا السيناريو.
وما يزيد من تفاقم تلك المخاوف هو عدم توافر العلاجات اللازمة لحالات التعرض للإشعاع، والحروق الناتجة عنه، بكميات كافية في أعقاب أي هجوم نووي. ويقول جيمس جينج - جرّاح الحروق في النظام الصحي لماونت سيناي بمدينة نيويورك - إن انفجار قنبلة نووية واحدة يمكن أن يخلّف مئات الآلاف من ضحايا الحروق. ويضيف قائلًا إنّ أفضل علاج لمثل هذه الإصابات هو ترقيع الجلد، وبرغم ذلك.. لا يوجد سوى 300 جرّاح حروق فقط يمكنهم إجراء هذه العملية في الولايات المتحدة الأمريكية. وربما يكون من الصعب أيضًا – وفقًا لقول جينج – نقْل ما يكفي من جلد المتبرعين إلى مواقع العلاج بالسرعة الكافية.
من جانبه، يقول باتريك لوجان - مدير استعدادات الطوارئ بقسم الصحة العامة والخدمات الاجتماعية في جوام - إن تهديدات كوريا الشمالية لجزيرة جوام في عام 2017 قد بيّنت للمسؤولين في قطاع الصحة العامة هناك مدى عجز قدراتهم على الاستجابة.. فهذه الجزيرة يقطنها 163,000 نسمة، ولا يوجد بها سوى ثلاثة مستشفيات، وتخلو من وحدات معالجة الحروق. ويضيف لوجان قائلًا: "لقد أدركنا أن لدينا الكثير من العمل المطلوب إنجازه على هذه الجزيرة".