ملخصات الأبحاث

سرّ ازدهار خطاب الكراهية على الإنترنت

.N. F. Johnson et al
  • Published online:

رُبِطَ خطاب الكراهية والتطرف على الإنترنت بأحداثٍ واقعية مقيتة؛ منها الزيادة المفاجئة الحالية في جرائم الكراهية، والارتفاع المثير للقلق في حالات انتحار الشباب، الناجمة عن النقد اللاذع على وسائل التواصل الاجتماعي. رُبط ذلك الخطاب أيضًا بالتحريض على حوادث إطلاق النار الجماعي، مثل الهجوم الذي حدث خلال العام الحالي (2019) في كرايستشيرتش، وحوادث الطعن والتفجيرات، وتجنيد المتطرفين، بما في ذلك الإيقاع بالفتيات؛ والاتجار بهن جنسيًّا، كعرائس لمقاتلي التنظيمات المتطرفة. وعُزِيَ إلى ذلك الخطاب كذلك بعضُ التهديدات التي تلقّتها شخصياتٌ عامة، مثل الهجوم اللفظي الذي حدث خلال العام الحالي (2019) على أحد السياسيين المناهضين لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن مزيج من التهديدات المليئة بالضغينة (العنصرية، والمناهضة للمرأة، والمناهضة للمهاجرين) التي وُجهت إلى عضو أمريكي في الأسرة البريطانية المالكة؛ ومعادوة ظهور خطاب الكراهية المُعادي للغرب في المشهد العالمي الذي حدث بعد سقوط تنظيم داعش في العام الحالي (2019)، على إثر الدعم الذي حظى به كلٌّ من نجل أسامة بن لادن، وتنظيم القاعدة. وهكذا، يبدو أنَّ منصات التواصل الاجتماعي تخوض معركة خاسرة ضد خطاب الكراهية على الإنترنت. ولذا.. فهي في حاجة ماسّة إلى رؤى جديدة.

في البحث المنشور، يوضح الباحثون أنَّ مفتاح فهْم السبب في استمرارية خطاب الكراهية الإلكتروني يكمن في ديناميكياته العالمية كشبكة مكونة من عددٍ كبير من الشبكات، إذ تشكِّل تكتلات الكراهية المترابطة «طرقًا سريعة تؤدي مباشرة إلى الكراهية» على مستوى العالم، تمتد عبر منصات التواصل الاجتماعية، بمساعدةٍ عدة آلياتٍ للتكيُّف الجماعي على الإنترنت، وتستخدم أحيانًا «وسائل غير نزيهة»، حتى بعد حظرها، بالإضافة إلى التنقَّل بين البلدان، والقارات، واللغات.

يتنبأ النموذج الرياضي الذي وضعه الباحثون بأنَّ جهود مراقبة المحتوى ومكافحة الكراهية على منصةٍ مفردة (مثل: «فيسبوك») يمكن أن تزيد الأمور سوءًا، وسوف تسفر في نهاية المطاف عن «مستنقعات مظلمة» عالمية، تزدهر فيها الكراهية على الإنترنت. وقد لاحظ الباحثون أنَّ شبكات الكراهية الحالية تعيد تنظيم وإصلاح ذاتها سريعًا على مستوى الأفراد عندما تتعرض للهجوم، بطريقةٍ تحاكي تكوين الروابط التساهمية في الكيمياء. وهذا الفهم مكَّن الباحثين من اقتراح مصفوفة سياسات، يمكنها المساعدة في مكافحة الكراهية على الإنترنت، مصنَّفة حسب مستوى التفصيل المُفضَّل (أو المسموح به قانونًا) في إجراءات التدخُّل، وطبيعتها، من حيث كونها تعتمد على التدخًّل المباشر، في مقابل التدخًّل غير المباشر. ووضع الباحثون تقييماتٍ كميِّة لتأثيرات كل تدخُّل. وتوفر مصفوفة السياسات هذه أيضًا أداةً لمواجهة مجموعةٍ أوسع من السلوكيات غير المشروعة على الإنترنت، مثل الاحتيال المالي.