أخبار

الأعاصير حول العالم تمكث لفترات أطول 

أعاصير أطول تعني سقوط أمطار أكثر، وربما أيضًا وقوع أضرار أكبر بفعل العواصف.

جيورجيا جوليلمي
  • Published online:
مكث إعصار هارفي فوق شرق تكساس لأيام، وتَسبب في غمْر عدد من المدن بالفيضانات، ومنها مدينة هيوستن

مكث إعصار هارفي فوق شرق تكساس لأيام، وتَسبب في غمْر عدد من المدن بالفيضانات، ومنها مدينة هيوستن 

JOE RAEDLE/GETTY

تزايد شيوع الأعاصير المتباطئة على مدار السبعين عامًا الماضية، وفقًا لإحدى الدراسات الجديدة. والعواصف التي تمكث فوق منطقة ما لفترات أطول – مثل إعصار هارفي، الذي تباطأ فوق شرق تكساس لما يقرب من أسبوع في أغسطس 2017 – تجلب معها مزيدًا من الأمطار، ولديها قدرة أكبر على إحداث الأضرار، مقارنة بالعواصف التي تمر سريعًا. والعلماء ليسوا متأكدين من السبب وراء هذا، ولكن إنْ استمر الأمر بهذا المنحى، فإنّ الأعاصير المستقبلية قد تكون أكثر وبالًا.

وتُعتبر الدراسة التي نُشرت مؤخرًا في دورية Nature1أولى الدراسات التي تحلل سرعات الأعاصير على مستوى العالم. وتوصلت الدراسة إلى أن السرعة التي تحركت بها الأعاصير الاستوائية عبر الكوكب تباطأت بحوالي 10% بين عامي 1949، و2016، من أكثر من 19 كيلومترًا في الساعة - في المتوسط - خلال عام 1949، إلى حوالي 17 كيلومترًا في الساعة خلال عام 2016. وعلى البر، تباطأت الأعاصير التي تضرب المناطق الواقعة على امتداد غرب منطقة شمال الهادي بنسبة تبلغ 30%. وفوق أستراليا والمناطق الواقعة في منطقة شمال الأطلنطي، أو بالقرب منها، تباطأت الأعاصير بنسبة بلغت 20% تقريبًا.

’’هذه إشارة قوية.‘‘ هذا هو ما قاله مؤلف الدراسة جيمس كوسين، وهو عالِم في مجال المناخ بالمعهد التعاوني لدراسات الأقمار الاصطناعية الخاصة بالأرصاد الجوية في ماديسون بولاية ويسكنسون، وهو معهد تابع للإدارة الأمريكية الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). يشير البحث إلى أن أنماط دوران الهواء في الغلاف الجوي بالمناطق الاستوائية ربما تتباطأ نتيجة للاحتباس الحراري. ولذلك، بدأ كوسين بحثه؛ ليرى ما إذا كانت الأعاصير المحمولة بواسطة تيارات الرياح تلك قد تباطأت هي الأخرى، أم لا.

وحيث إن العواصف باتت متباطئة بصورة أكبر، فثمة وقت أطول أصبح متاحًا لهطل الأمطار. ويُنوِّه كوسين إلى أن انخفاضًا بنسبة 10% في سرعة الأعاصير يكافئ زيادة بنسبة 10% في كمية هطل الأمطار على منطقة ما. وقد يتضخم هذا التأثير في ظل درجات حرارة المناخ الآخذة في الارتفاع، وذلك لأن بعض تجارب المحاكاة الحديثة على مستوى الكرة الأرضية يشير إلى تقديرات بزيادة تصل نسبتها إلى 10% في هطل الأمطار مع كل ارتفاع في درجات الحرارة قدره درجة مئوية واحدة.

وحسب قول ديفيد نولان، عالِم الأعاصير بجامعة ميامي في فلوريدا، قد تؤدي الأعاصير الأبطأ والأكثر حملًا للأمطار إلى المزيد من الفيضانات. ويقول نولان إن الرياح التي تتسم بقوة أكبر، وتستمر لفترات أطول تُعتبر كذلك أكثر احتمالًا لأنْ تتسبب في أضرار بالمباني.

يقول توم نوتسون - الباحث في الأرصاد الجوية بمعمل الديناميات الجيوفيزيائية للموائع في برينستون بولاية نيو جيرسي، وهو معمل تابع للإدارة الأمريكية الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي - إن نتائج الدراسة مثيرة للاهتمام، إلا أن الباحثين ليسوا متأكدين من سبب هذا التباطؤ. يقول نوتسون إن السؤال لا يزال مطروحًا حول ما إذا كان السبب في هذا هو التغير المناخي المدفوع بعوامل بشرية، أم التقلبات الطبيعية. ومن غير الواضح أيضًا ما إذا كان التباطؤ في أنماط دوران الهواء في الغلاف الجوي بالمناطق الاستوائية يؤثر على السرعة التي تتحرك بها الأعاصير حول الكرة الأرضية، أم لا. وينوِّه نوتسون إلى أن النماذج المناخية لفريقه، التي تحاكي أعاصير الأطلنطي المستقبلية، لا تتنبأ بأن العواصف ستتباطأ، حتى عندما يقوم الباحثون بتطويع نماذجهم؛ لإبطاء هذه الأنماط الدورانية2.

يقول كيفين ترينبيرث - عالٍم المناخ بالمركز الوطني الأمريكي لأبحاث الغلاف الجوي في بولدر بولاية كولورادو - إن الانخفاض المرصود في سرعة الأعاصير قد يكون راجعًا إلى بيانات تفتقر إلى المصداقية. ويُنوِّه ترينبيرث إلى أن الأقمار الاصطناعية تقوم بتتبع العواصف حول الكرة الأرضية منذ أواخر ستينيات القرن الماضي فحسب. ولذا، فإن البيانات التي تم الحصول عليها قبل ذلك ربما تكون غير جديرة بأن يتم الاعتماد عليها، ومن ثم ينبغي تجاهلها.

لا يتفق كوسين مع هذا الرأي، حيث يقول إن البيانات المتعلقة بسرعة هذه العواصف تُعتبر أقل حساسية للتطورات التكنولوجية، بالمقارنة بالبيانات المتعلقة بمعدل تكرار هذه العواصف، ومدى قوتها. وإضافة إلى ذلك، يقول كوسين إن إحدى الدراسات التي أُجريت هذا العام توصلت إلى أنه ربما كان من الممكن لأعاصير عديدة سابقة أن تتباطأ، لو كانت قد حدثت في مناخ أكثر دفئًا.3 ويتابع كوسين بقوله: يمنحنا ذلك ثقة أكبر في أن هذا التباطؤ يحدث، وأنه مرتبط بارتفاع درجات الحرارة‘‘. 

References

  1. Kossin, J. Nature https://doi.org/10.1038/s41586- 018-0158-3 (2018).| article
  2. Knutson, T. R. et al. J. Clim. 26, 6591–6617 (2013). | article
  3. Gutmann, E. D. et al. J. Clim. 31, 3643–3657 (2018). | article