نقطة تحول

إلهامٌ علمي من أفريقيا

 Nature تحاور ميريانا بوفيتش، الفائزة  بجائزة «نيتشر ريسيرش» للإلهام العلمي، حول جهودها من أجل خلق فرص للنساء في أفريقيا في مجال العلوم.

آمبر دانس 
  • Published online:

أخذَتْ الفيزيائية الفلكية ميريانا بوفيتش على عاتقها مهمة تدريس العلوم للأيتام في رواندا، والمساعدة في تنظيم مجتمع داعم للنساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في تنزانيا، كما أسهمت في بحوث الفضاء في أفريقيا. لقد تفوقت في بحثها الخاص في معهد علوم وتكنولوجيا الفضاء الإثيوبي في أديس أبابا، ومعهد الأندلس للفيزياء الفلكية في غرناطة بإسبانيا. ومن أجل هذه المساعي، فازت بوفيتش بجائزة «نيتشر ريسيرش» Nature Research الافتتاحية للإلهام العلمي، وهي إحدى جائزتين وُضعتا بالمشارَكة مع «إيستي لودر كومبانيز» Estée Lauder Companies (انظر صفحة 147 في عدد الأول من نوفمبر من دورية Nature). وقالت ماجدالينا سكيبر، كبيرة مستشاري التحرير في «نيتشر ريسيرش»، ورئيسة تحرير دورية Nature في لندن، ورئيسة لجنة التحكيم لمنح الجوائز، إن بوفيتش أبهرت المُحكمين بعمق واتساع جهودها لتشجيع النساء والفتيات في مجال العلوم.

اذكري لنا القليل عن نشأتك وخلفيتك الدراسية؟

خلال فترة نشأتي في صربيا، كانت عائلتي فقيرة، وكانت البلد في حالة حرب. لم أكن لأتمكن من أن أسلك مسار العلوم دون تشجيع عائلتي، والحصول على تعليم جامعي مجاني، ومنحة دراسية للحصول على درجة الدكتوراة. ولهذا.. يجب أن يعرف الأطفال من البلدان الفقيرة والنامية أن حياتهم قد تتغير، ولكن ليس بالعمل الجاد وحده، بل من الضروري الحصول على دعم من المجتمع أيضًا. والحصول على التعليم هو الخطوة الأولى.

ما نوع البحث الذي تقومين به؟

أحاول أن أفهم كيف تتشكل المجرّات، وكيف تتطور عبر الزمن الكوني. وبصورة أكثر تحديدًا.. هناك مجرّات تتميز بما نسميه بالنويّة المجرِّيّة النشطة في مراكزها، التي تُعَد بعضًا من أكثر مصادر الضوء تألقًا في الكون.

ما الذي يجذبك إلى أفريقيا؟

أنا منبهرة بجمال أفريقيا وتنوعها، ولكنني منزعجة من عدم المساواة بين معظم بلدانها وبين العالَم المتقدم. وخلال دراستي لدرجة الدكتوراة، ذهبتُ - للمرة الأولى - للتطوع في تنزانيا، وكينيا، وهي تجربة تركت أثرًا كبيرًا في نفسي. وبعد العمل في جنوب أفريقيا، وإسبانيا، تلقيت دعوة للمساعدة في تأسيس معهد علوم وتكنولوجيا الفضاء هنا في إثيوبيا.

ما العقبات التي تعترض طريق النساء الأفريقيات في مجال العلوم؟

إنهن يواجهن التحديات نفسها التي تواجهها النساء في مجال العلوم حول العالم، ولكنها هنا مضاعَفة، إذ يفتقرن إلى القدوة من النساء، ولا يحصلن - في الغالب - على دعم من عائلاتهن للدخول في مجال العلوم. وتتفاقم هذه القضايا مع الفقر. ويُذكر أن عدد الفتيات اللواتي يُنهين التعليم الابتدائي، أو الثانوي، أو كانت لديهن فرصة للذهاب إلى الجامعة أقل، مقارنة بالأولاد، وما زال العديد من مسؤوليات الأسرة يقع على عاتق النساء.

كيف تستهدفين تقليل تلك العقبات؟

بالتعاون مع جمعية المرأة الإثيوبية في العلوم والتكنولوجيا، بدأتُ في تنظيم محاضرات علمية منتظمة للفتيات في المدارس الثانوية؛ لتحفيزهن على دراسة العلوم. تتحدث النساء عن مجالاتهن، وكيف تصبحن عالمات، والتحديات التي واجهنها، وطبيعة حياة العالِم. بالطبع، لا يمكن لهذه المحاضرات تغيير حالة الفقر، ولكنْ حتى لو لم تستطع فتيات منهن الاستفادة بشكل كامل من هذه النقاشات اليوم، فيمكنهن الحصول على معلومات قد تساعدهن وتساعد أطفالهن في المستقبل.

هل لديك مشروعات أخرى؟

لديَّ مشروع آخر، هو بناء شبكة من النساء الأفريقيات العاملات بمجالات علم الفلك وعلوم الفضاء. فقد شهدت بلدان أفريقية عديدة مؤخرًا الكثير من الجهود لتطوير علم الفلك وعلوم الفضاء. ومن المهم أن تتمتع الشابات بمساحة آمنة لمشاركة تجاربهن، وعلمهن، وفُرَص العمل. كما أود أيضًا تتبُّع عدد النساء اللواتي يحصلن على درجة الماجستير ثم يواصلن سعيًا للحصول على درجة الدكتوراة، ومعرفة عدد مَن حصلن على درجة الدكتوراة وما زلن يشتغلن بالعلوم.

هل لديك نصيحة للباحثات؟

تفاعَلْن قدر الإمكان مع النساء الأخريات في مجال العلوم، وخاصة كبارهن، اللاتي يمكنهن تقديم الدعم والمعرفة. ففي مسيرتك كعالِمة، سوف تواجهين العديد من التحديات والمشكلات؛ ولذلك.. يجب أن تَعْلَمْن أنّ الاستلهام منهن والنظر إليهن كمصدر للمعرفة والخبرة سوف يساعِدكن في العثور على أفضل الحلول