أخبار
علماء الوراثة يحاولون فَهْم لغة الخفافيش
سيفحص مشروعُ الألف خفاش تَسَلْسُلَ الحمض النووي لأكثر من ألف نوع من الخفافيش.
- Nature (2016)
- doi:10.1038/nature.2016.20997
- English article
- Published online:
خفاش الفاكهة المصري (Rousettus aegyptiacus) واحد من أربعة أنواع يُعرف عنها القيام بتعليم الأنغام الصوتية لصغارها. Menahem Kahana/AFP/Getty
يغنِّي بعض الخفافيش مثلما يغني البشر والطيور بالضبط. أمّا كيف تتعلم نداءاتها وألحانها، فهو اللغز الذي سيحاول العلماء حَلَّه بقراءة تَسَلْسُل جينومات أكثر من ألف نوع من الخفافيش.
أُعْلِن عن المشروع، الذي سُمِّي "مشروع الألف خفاش" Bat 1K، في يوم 14 نوفمبر الماضي في المؤتمر السنوي لجمعية علم الأعصاب بسان دييجو، كاليفورنيا. ويأمل منظمو المؤتمر أيضًا أن يعرفوا المزيد عن قدرة تلك الثدييات الطائرة على شق طريقها في الظلام، من خلال الرصد بالصدى، وكذلك عن أجهزتها المناعية القوية التي تستطيع أن تتخلص من فيروس الإيبولا، وعن أعمارها الطويلة نسبيًّا.
تقول سونيا فيرنيس، وهي متخصصة في علم الوراثة العصبية بمعهد ماكس بلانك لعلم اللغة النفسي في نيميجن بهولندا، وتشارك في إدارة المشروع: "إن جينومات كل هذه الأنواع الأخرى، مثل الطيور والجرذان، مفهومة جيدًا، لكننا ما زلنا لا نعرف أي شيء عن جينات الخفافيش".
وتقول ميريام كنِيرنشِلْد - المتخصصة في علم البيئة السلوكي في جامعة برلين الحرة - إن بعض الخفافيش يبدي سلوكا ثرثارًا، يشمل إصدار أصوات الصياح، والبقبقة، والصراخ الحاد، والصفير. وتتعلم الخفافيش الصغيرة الأغاني والأصوات الأخرى من معلمين ذكور أكبر سنًّا. وتستخدم الخفافيش هذه الأصوات أثناء الغزل والتزاوج، وعندما تَجْلِب الطعام، وأثناء دفاعها عن منطقتها ضد المنافسين.
لقد درس العلماء النغمات الصوتية لحوالي 50 نوعًا فقط من الخفافيش حتى الآن، حسب قول كنِيرنشِلْد، كما أن معرفتهم بالتواصل بين الخفافيش أقل كثيرًا من معرفتهم بتواصل الطيور. وحتى الآن، وُجِدَت أربعة أنواع من الخفافيش التي يتعلم بعضها الأنغام الصوتية من بعضها الآخر، أو من آبائها، أو من الذكور اليافعة الأخرى، تمامًا مثلما يتعلم الطفل من أبويه تدريجيًّا كيف يتحدث (Vernes C. S. Psychon. Bull. Rev. http://doi.org/btcf; 2016).
دروس في الغناء
حدَّدَت الدراسات الوراثية جينًا واحدًا على الأقل له صلةٌ بالكلام واللغة، يُسمى (M. Knörnschild Curr. Opin. Neurobiol. 28, 80–85; 2014) FOXP2. ومعروفٌ عن هذا الجين أيضًا أنه يلعب دورًا في كيفية تَعلُّم اللغة في البشر، والتعَلُّم الصوتي في الطيور المغردة. ويتوقع الباحثون العاملون في مشروع الألف خفاش أن يجدوا جينات أخرى لها علاقة بعملية التواصل، وأن تكون هناك أنواع أكثر بكثير مما نعرفه، لديها القدرة على تعلُّم الأغاني، والنداءات، والأصوات الأخرى، إذ تقول كنِيرنشِلْد: "إن التعلم الصوتي ليس صفة نادرة"، وتضيف: "يتنامى لديَّ الاقتناع بأن هناك طيفًا كاملًا من التعلم الصوتي في الخفافيش".
وقد دُرِسَتْ لأعوامٍ كثيرة قدرةُ الخفافيش على الرصد بالصدى. ويرجع ذلك جزئيًّا إلى تطبيقات تلك التقنية في مجالَي السونار، والرادار، لكن العلماء يعرفون القليل جدًّا عن التواصل الصوتي والسلوك الاجتماعي اللذَيْن يقودان طريقةَ تعلُّم الخفافيش لأغانيها وأصواتها، حسب قول مايكل يارتسيف، المتخصص في علم البيولوجيا العصبية بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، الذي يضيف قائلًا إن دراسة التعلم الصوتي في الخفافيش "تكاد تكون مجالًا غير مطروق تمامًا"، مُشَبِّهًا إياها بحالة البحث العلمي لأغاني الطيور قبل 60 عامًا مضت.