أخبار
الفيضانات تحفِّز دراسة الجبال
شعوب جبال الهيمالايا تتخذ التدابير، استجابةً للمناخ المتغيِّر وآثاره القاتلة.
- Nature (2013)
- doi:10.1038/501014a
- English article
- Published online:
توحي إحدى لقطات للكوارث المرتبطة بالمناخ في جبال الهيمالايا بأنّ سقف العالم يعتريه الاضطراب.
ففي فصل الربيع الماضي، مثلًا، ضرب جفاف شديد غربي نيبال؛ مما أدى إلى إخفاق المحاصيل الزراعية وتفاقم أزمة غذاء خطيرة بالفعل. وفي يونيو، دُمِّرت المنطقة ذاتها بأسوأ فيضانات حدثت خلال 50 عامًا، سبَّبتها أمطار موسمية غزيرة غير معتادة. عاث الطوفان دمارًا بولايات الهند الشمالية، خاصةً «أوتاراخاند»، و«هيماشال براديش»؛ فقتل 5700 شخص على الأقل وسبَّبَ خسائر تقدَّر بملياري دولار.
وبعد عقود من هذه الأحداث المتصلة بالمناخ، اتفقت الدول الثماني الأعضاء بالمركز الدولي لتنمية الجبال المتكاملة (ICIMOD) على أنه قد طفح الكيل. وأطلقت مؤخرًا دراسة تستمر ثلاث سنوات، تهدف إلى تقييم شامل للحالة الراهنة بإقليم هيمالايا الهندوكوش ـ وهي منطقة ضخمة، قوامها أعلى سلسلة جبال في العالم ـ وتقديم توصيات حول كيفية حمايتها وتطويرها.
وبينما يُحْكِم التغير المناخي قبضته، يقول فينود تيواري، الجيولوجي بمعهد واديا لجيولوجيا الهيمالايا في ديهرادُن بالهند: «ستصبح الكوارث أكثر تكرارًا وتزايدًا»، فدرجة حرارة جبال الهيمالايا ترتفع 0.6 درجة كل عِقد، أي ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي1. ويتزايد سقوط الأمطار 65 مليمترًا كل عقد، وتزداد الأمطار الموسمية غزارة1. وتصبح فصول الشتاء أكثر جفافًا (انظر: «كوارث قادمة»).
ونتيجةً للاحترار، تتراجع تكوينات الجليد بجبال الهيمالايا سريعًا. وأصبحت بحيرات الجليد (المنصهر) أكبر وأكثر عددًا، فتغمر المراعي وتهدِّد المجتمعات أسفلها. يقول مهاراج بانديت ـ عالم الإيكولوجيا بجامعة دلهي، نيودلهي ـ إن للتغير المناخي «تأثيره الفادح على المراعي والغابات البينية الشاهقة». وبعض النباتات تنتقل إلى مرتفعات أعلى2، وبعضها على وشك الانقراض، وتتزايد الأنواع الغازية. ويضيف: «إذا تواصل الاتجاه نحو الاحترار؛ فسنشهد تغيرات قاسية في المنظومات البيئية مع عواقب مدمرة للتنوع الحيوي ومعيشة المجتمعات الجبلية».
ليست الهند ونيبال المتضررتين الوحيدتين.. فإقليم الهندوكوش سلسلة جبال تمتد 3500 كيلومتر عبر ثماني دول، من أفغانستان إلى مِيانمار. وتوفر هذه الجبال ـ المعروفة بأنها برج مياه آسيا ـ منافع للمنظومات الإيكولوجية وتدعم معيشة أكثر من خُمس سكان العالم.
يقول ديفيد مولدن، المدير العام للمركز الدولي لتنمية الجبال المتكاملة: «يتضاعف تأثير التغير المناخي بسبب تحديات أخرى كثيرة تواجه الهيمالايا». فقد شهدت المنطقة في العقود الماضية زيادة سكانية كبيرة، وشُحًّا في مصادر الطاقة، وتلوثًا، وتدهورًا بيئيًّا، وكوارث.. تتحدى جميعها أشكال المعيشة التقليدية. يقول مولدن: «يواجه السكان الآن فقرًا اقتصاديًا مدقعًا، بعد أن كانوا مكتفين ذاتيًّا».
ويضيف مولدن قائلًا إنّ تخفيف وطأة التغير المناخي عامل حاسم في كل هذه التحديات. وهنا يأتي تقييم المركز الدولي لتنمية الجبال المتكاملة، حيث سيراجع الحالة المعرفية الراهنة حول تكوينات الجليد، والتنوع الحيوي، وموارد المياه، والتلوث؛ ويعيِّن اتجاهات التغيرات مناخيًّا وسكانيًّا واستخدامًا للأراضي؛ ويتناول قضايا معينة، كالفقر، وتطوير الطاقة المائية، والكوارث الطبيعية، والأمن الغذائي. وستكون النتائج مجموعةً من التوصيات حول سياسات تخصّ الرعي المستدام، وزيادة التعاون بين الدول، وإزالة الغابات، ومَنْع الفيضانات.
يقول فولكر موسبرُجر، مدير معهد أبحاث سنكنبرج للأبحاث ومتحف التاريخ الطبيعي في فرانكفورت بألمانيا: «إن لجبال الهيمالايا أهمية عالمية». وأكّد أنّ الدراسة المنتظرَة ستساعد في إدارة ثروة المنطقة من الموارد بصورة مستدامة، وتمكين المجتمعات الجبلية من التعامل مع التغير المناخي.
يشيد بانديت بهذا المشروع، باعتباره «مهمًّا، وفي الوقت المناسب»، ويرى أن العبرة بالتنفيذ.. «مهما كانت التوصيات أو القرارات الصادرة، ينبغي أن تصل إلى السلطات المحلية».
References
PLoS ONE 7, e36741 (2012).
, &PLoS ONE 8, e57103 (2013).
, , &